تأخر الدورة الشهرية هو غياب الطمث عن الموعد المعتاد لحدوثه وهو أحد المشكلات التي تعاني منها الكثيرات، ومن أسبابها المحتملة:
- الحمل، ولكن هرمونات الحمل لم تتراكم بما فيه الكفاية لكي تظهر إيجابية في اختبار الحمل.
- عدم الحمل مع تأخر الدورة لسبب آخر. (وهو ما سوف نناقشه في السطور القادمة)
- الحمل، ولكن اختبار الحمل تالف أو لا يعمل.
- الحمل، ولكن هناك خطأ ما.
تأخر الدورة الشهرية يمكن أن تكون تجربة صعبة عاطفيًا. ولكن الخبر السار هنا أنه في معظم الأحيان، سيتم حل هذه المشكلة في غضون أيام قليلة. فإما ستحصلين على الدورة الشهرية، أو ستجري اختبارًا آخر للحمل وتكتشفين أنك حامل. وفي أحيان أخرى، قد يتضح أن هناك خطأ ما. برغم أنه نادر الحدوث.
لذلك دعونا ننظر في كافة اسباب تاخر الدورة الشهرية للمتزوجات والفتيات في هذه المقالة.
أسباب تأخر الدورة الشهرية
كما ذكرت سابقًا فهناك الكثير من اسباب تاخر الدورة الشهرية ومن أبرزها ما يلي:
1. اختبار حمل سلبي كاذب
في بعض الأحيان وعندما تجرين اختبار للحمل؛ تحصلين على نتيجة اختبار سلبية ولكنها تكون خاطئة لأنك بالفعل حاملًا. إذًا ماذا حدث ؟! إن السبب الأكثر شيوعًا للحصول على اختبار حمل سلبي خاطئ هو إجراء الاختبار في وقت مبكرًا جدًا.
حتى لو تأخرت الدورة الشهرية وفقًا لموعد الدورة المعتاد، فقد تحصلين على فترة إباضة في وقت لاحق من هذا الشهر. ولكن لا يمكنك إجراء اختبار الحمل والحصول على نتيجة إيجابية إلا بعد مرور عدد معين من الأيام بعد فترة التبويض (وهو وقت حدوث الحمل).
لذلك فإذا حصلتي على فترة الإباضة في وقت لاحق من الشهر، فستحتاجين إلى إجراء الاختبار مرة أخرى في وقت لاحق. وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الإباضة في وقت متأخر من الشهر (سنناقش المزيد حول هذا أدناه).
هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية واختبار الحمل السلبي
كما أن هناك سبب آخر محتمل للحصول على نتيجة سلبية خاطئة من اختبار الحمل وهو عدم وجود هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية ” pregnancy hormone hCG” بشكل كافي في جسمك. وذلك لأن اختبارات الحمل تبحث عن هذا الهرمون بشكل أساسي في جسمك. مع العلم أن هذا الهرمون يزيد مع تقدم الحمل.
ففي اختبار الحمل المبكرة يأخذ الاختبار كميات منخفضة جدًا من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية ” pregnancy hormone Hcg “. ومع ذلك، فمن المحتمل أنه لا يوجد لديك ما يكفي من هذا الهرمون للحصول على نتيجة إيجابية حتى في اختبار الحمل الحساس. وهذا لا يعني أن هناك خطأ ما.
فالأمر المهم في ذلك الوقت ليس مقدار هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية لديكي، ولكن كيفية تضاعف وزيادة هذا الهرمون مع الوقت (ويمكن قياس ذلك عن طريق اختبار الدم فقط).
فضلًا عن ذلك فهناك سبب شائع آخر للحصول على اختبار حمل سلبي كاذب وهو عدم وجود ما يكفي من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية في البول. وقد يحدث هذا إذا قمتي بشرب الكثير من الماء، مما يعمل على تقليل الهرمون في البول.
وهو ما قد يحدث إذا قمتي بإجراء الاختبار في وقت لاحق من اليوم. ويكون تركيز hCG بشكل أعلى عندما تحتفظين بالبول لفترة. (لهذا فيوصى بإجراء اختبار الحمل في الصباح الباكر).
2. حدوث أخطاء في اختبار الحمل
من الممكن أن يصدر عن اختبار الحمل أيضًا بعض الأخطاء التي تجعل نتائجه سلبية خاطئة. فإذا انتظرت وقتًا طويلاً لقراءة النتائج على سبيل المثال، فقد تحصلين على نتيجة سلبية خاطئة. (ومع ذلك، فإن اختبار الحمل الإيجابي الخاطئ أكثر شيوعًا عند قراءة الاختبار بعد فوات الأوان.)
لذلك فتأكدي من اتباع إرشادات اختبار الحمل الخاصة به. وقومي بقراءة نتيجة الاختبار في الوقت المحدد لها.
كما يوجد سبب آخر محتمل للحصول على نتيجة اختبار حمل سلبية خاطئة وهو انتهاء صلاحية الاختبار. فتخزين الاختبار بشكل غير صحيح (كما هو الحال في خزانة الحمام المبللة على سبيل المثال) قد يؤدي أيضًا إلى حدوث خلل به. وبالإضافة إلى ذلك فيوجد بعض الأسباب الأخرى نادرة الحدوث لتعطل اختبار الحمل.
فهناك سبب نادر ولكنه غريب للحصول على نتيجة اختبار حمل سلبي خاطئ هو أنك تكونين في مرحلة متقدمة من الحمل!! فعلى سبيل المثال، إذا تأخرت الدوره الشهريه ، فقد تحصلين على نتيجة اختبار حمل سلبية خاطئة. وهذا ما يسمى بتأثير الخطاف المتغير variant hook effect. حيث يتغير التركيب الجزيئي لـ hCG خلال مراحل الحمل.
كما أن اختبارات الحمل المنزلية مخصصة للحمل المبكر فقط. لذلك فقد لا تتفاعل مع الأشكال اللاحقة من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية في مراحل الحمل المتقدمة.
اختبار الحمل السلبي الكاذب مع الحمل في توأم
وهناك سبب آخر نادر ولكنه محتمل الحدوث للحصول على نتيجة اختبار حمل سلبي خاطئ وهو الحمل في توأم أو ثلاثة توائم. وقد يحدث هذا بسبب ما يعرف باسم تأثير الخطاف ذو الجرعة العالية ” The high dose hook effect “.
ومن المفارقات هنا، أن المستويات المرتفعة على نحو غير عادي من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية يمكن أن تسبب إعطاء نتيجة سلبية خاطئة في اختبار الحمل.
فضلًا عن ذلك فمن بين الأسباب النادرة جدًا للحصول على اختبار حمل سلبي زائف هو عدم تفاعل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية في جسمك مع المواد الكيميائية المضادة لنفس الهرمون في اختبار الحمل.
وإذا كانت هذه هي المشكلة، فقد تحتاجين إلى الانتظار بضعة أيام ثم إجراء اختبار الحمل مرة أخرى لكي تحصلين على نتيجة إيجابية. أو قد تحتاجين إلى إجراء اختبار للدم.
وفي جميع الحالات المذكورة أعلاه، فقد تكون هناك حاجة لإجراء اختبار الحمل عن طريق الدم والموجات فوق الصوتية لتأكيد الحمل.
أسباب نادرة ولكنها مقلقة لاختبار الحمل السلبي الكاذب
إن الحمل خارج الرحم – الذي يحدث عندما يزرع الجنين في مكان ما بجانب الرحم – من بين أسباب الحصول على نتيجة اختبار حمل سلبي كاذبة . وبرغم أن الحمل خارج الرحم يحدث عادة في قناة فالوب، إلا أنه يمكن أن يحدث في مكان آخر من الجسم.
كما أن الحمل خارج الرحم لا يتطور كما ينبغي. وبالتالي فتتأخر تشكيل المشيمة، وهو ما يعوق إنتاج هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية. مع العلم أن الحمل خارج الرحم قد يكون أمرًا خطيرًا إذا لم يتم التعامل معه في أسرع وقت ممكن.
لذلك فإذا تأخرت الدورة الشهرية لديكي وتعانين من ألم شديد، فاتصلي بطبيبك على الفور. فحالات الحمل خارج الرحم نادرة – تحدث في حوالي 1 من كل 40 حالة حمل – لكنها قد تكون قاتلة. فحوالي 9 في المئة من بين حالات الوفاة المرتبطة بالحمل، تحدث بسبب الحمل خارج الرحم.
كما يوجد سبب آخر نادر ولكنه مثير للقلق من نتائج اختبار الحمل السلبية الكاذبة وهو الإصابة بمرض ورم الأرومة الغاذية الحملي (GTD). وهو ما يعرف باسم الحمل المولي، وهو نوع نادر من الورم يتكون من جنين نامي.
مع العلم أنه في أقل من 1 من كل 100 حالة حمل، يمكن أن ينمو جنين سليم أثناء الحمل المولي. ولكن عادة، ما ينتهي GTD بالإجهاض.
ويسبب الحمل المولي في وجود مستويات عالية للغاية من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية. لذلك وكما ذكرت أعلاه، فيمكن للمستويات العالية من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية إعطاء نتائج سلبية كاذبة في اختبار الحمل المنزلي. فالحمل المولي عبارة عن ورم، لكنه نادرًا ما يكون سرطانيًا.
أسباب تأخر الدورة الشهرية الغير متعلقة بالحمل
إن سبب تاخر الدورة الأكثر شيوعًا مع الحصول على اختبار الحمل السلبي هو ببساطة أن الدورة الشهرية قد توقفت هذا الشهر … وأنك لست حاملًا. فحدوث دورة أو دورتين غير نظاميتين في السنة ليس أمرًا غير عادي. فيمكن أن يكون ذلك بسبب:
- الإصابة بمرض ما.
- السفر.
- قلة النوم.
- الإجهاد الشديد.
فإذا شعرتي بالإجهاد الشديد أو المرض قبل فترة الإباضة، فقد يؤدي ذلك إلى التخلص من الدورة الشهرية بأكملها. وإذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، وقد بدأتي في الحصول على دوراتك الشهرية للتو، فيمكنك توقع حدوث دورات شهرية غير منتظمة لفترة من الوقت. وهو ما يمكن أن يجعل من الصعب معرفة متى تكون دورتك الشهرية متأخرة بالفعل.
كما أنه إذا كان عمرك أكثر من 45 عامًا، وكانت دورتك متأخرة، فعلى الأرجح أنكي قد دخلتي في مرحلة سن اليأس. فضلًا عن وجود بعض وسائل منع الحمل التي تجعل من دورتك الشهرية غير منتظمة إلى حد ما. بالإضافة إلى أنه عند توقفك عن استخدام وسائل منع الحمل فمن المتوقع أنك ستحصلين على دورات شهرية غير منتظمة في البداية.
تأخر الدورة الشهرية بعد علاج الخصوبة
بالإضافة إلى ذلك فيوجد سبب آخر محتمل لـ تاخر الدورة الشهرية وهو علاج الخصوبة. فإذا كانت الفترة بين دوراتك الشهرية قصيرة عادةً، فإن عقاقير الخصوبة مثل Clomid قد تعمل على إطالة المدة بين الدورات الشهرية . كما أنه إذا قمتي للتو بالتلقيح الاصطناعي أو الإمناء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تغيير تاريخ الدورة الشهرية المتوقع.
ماذا لو كنتي تعانين من تأخر الدور الشهرية لعدة أشهر؟
إن الحمل ليس هو السبب الوحيد لعدم حصولك على دورات شهرية لفترة طويلة من الوقت. فهناك مجموعة من اسباب تاخر الدورة لعدة أشهر، وتشمل:
- الرضاعة الطبيعية.
- حدوث خلل هرموني (مثل متلازمة تكيس المبايض).
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- بعض وسائل تحديد النسل (وأحيانًا يكون المقصود منها هو إيقاف الدورة الشهرية لعدة أشهر).
- زيادة الوزن.
- ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
أيضا، لا تفترضي أنك لا تستطيعين الحمل إذا لم تحصلين على دوراتك الشهرية. فاعتمادًا على سبب تأخر الدورة الشهرية، يمكنك الحصول على فترة الإباضة مرة أخرى في أي وقت لاحق من الشهر.
متى تتصلين بطبيبك الخاص عند تأخر الدورة الشهرية ؟
- إذا تأخرت الدورة الشهرية من أسبوع إلى أسبوعين، ومازلتي تحصلين على اختبارات الحمل السلبية، فمن المستحسن زيارة طبيب أمراض النساء لإجراء فحص الحمل عن طريق الدم.
- إذا كانت دوراتك الشهرية غير منتظمة في كثير من الأحيان، فتحدثي إلى طبيبك في هذا الأمر. حيث يرغب معظم الأطباء في تحفيز الدورة الشهرية إذا تأخرت لأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر.
- أيضًا، إذا كانت دوراتك منتظمة ولكن أصبحت غير منتظمة، أو كانت فترة الحيض لديكي غير منتظمة لأكثر من ثلاثة أشهر بعد التوقف عن أخذ وسيلة لتحديد النسل، فيجب عليك زيارة الطبيب. فالدورات الشهرية غير المنتظمة يمكن أن تكون عامل خطر لحدوث العقم. لذلك فكلما قمتي بإجراء تقييم سريع لهذه الأمور، كلما تمكنتي من معرفة ما يحدث وتلقي العلاج المناسب.
اتصلي بطبيبك على الفور
اتصل بطبيبك على الفور و / أو انتقل إلى غرفة الطوارئ إذا كنتي تعانين من تأخر الدورة الشهرية مع:
- ألم شديد في البطن أو الحوض.
- الغثيان أو القيء.
- الإغماء أو الدوار الشديد.
- الم في الكتف.
- أي مما سبق بالاشتراك مع نزيف مهبلي مفاجئ.
وذلك لأنه قد تكون هذه علامات الحمل خارج الرحم. ويمكن أن يؤدي الحمل خارج الرحم إلى فقد قناة فالوب، وفقد خصوبتك، والوفاة في بعض الأحيان.
لذلك فمن الأفضل أن تقومين بإجراء بعض الفحوصات للتأكد من أن كل شيء على ما يرام. فلا تتجاهلين هذه الأعراض المقلقة، وتخاطرين بحياتك وصحتك.