نقص الخلايا اللمفاوية هي أحد الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الإنسان.
فالخلايا الليمفاوية هي خلايا دم بيضاء تساعد على حماية الجسم من الالتهابات.
وقلة اللمفاويات، أو نقص الخلايا الليمفاوية (Lymphocytopenia, or lymphopenia ) هي الحالة التي لا يمتلك فيها الشخص ما يكفي من الخلايا الليمفاوية في دمه.
ولا يسبب نقص الخلايا اللمفاوية بالضرورة أعراضًا.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين لديهم أعداد منخفضة من الخلايا الليمفاوية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات.
لذلك وفي هذه المقالة سوف نتعرف على نقص الخلايا اللمفاوية وأعراضها وطرق علاجها.
كما سنناقش أيضًا كيفية تشخيص الأطباء لهذا المرض والتوقعات والمخاطر المحتملة للأشخاص المصابين به.
ما هو مرض نقص الخلايا اللمفاوية ؟
يشير مصطلح قلة اللمفاويات أو نقص الخلايا اللمفاوية إلى نقص الخلايا الليمفاوية في مجرى الدم.
فيختلف النطاق المعتاد لمستويات الخلايا الليمفاوية في الدم لدى البالغين والأطفال.
بالنسبة للبالغين، فيحدث نقص الخلايا اللمفاوية عندما يقل العدد الإجمالي للخلايا الليمفاوية لكل ميكرولتر من الدم عن 1000.
وبالنسبة للأطفال، فتحدث قلة اللمفاويات عندما يقل هذا العدد عن 3000.
وهناك ثلاثة عوامل رئيسية يمكن أن تسبب انخفاضًا في مستويات الخلايا الليمفاوية بالجسم. وهم:
- بطء إنتاج الخلايا الليمفاوية.
- التدمير المفرط للخلايا الليمفاوية.
- التقاط الخلايا الليمفاوية عن طريق الطحال أو الغدد الليمفاوية أثناء عملية تصفية الدم.
ويعتمد فهم مرض نقص الخلايا اللمفاوية وعلاجه على السبب الذي يؤدي إلى إنتاج الخلايا اللمفاوية أو تدميرها أو التقاطها بشكل مفرط.
ففي بعض الحالات المرضية، قد يكون هناك أكثر من عامل واحد للإصابة بقلة الليمفاويات.
اسباب نقص الخلايا اللمفاوية
في معظم الحالات، تعتبر حالة نقص lymphocytes في الدم حالة مرضية مكتسبة.
ومع ذلك، فيمكن أن تكون موجودة في بعض الأحيان لدى الأشخاص منذ الولادة.
وتشمل بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى حالة قلة اللمفاويات المكتسبة ما يلي:
- الصوم أو سوء التغذية.
- الإجهاد البدني الشديد.
- علاجات السرطان، مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
- استخدام المنشطات.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة.
- اضطرابات الدم، مثل مرض هودجكين وفقر الدم اللاتنسجي.
- الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل والتهاب الكبد الفيروسي.
في عام 2017، قد اقترحت مجموعة صغيرة من الباحثين أن قلة النوم يمكن أن تتسبب في نقص الخلايا اللمفاوية.
ومع ذلك، فقد استندوا في هذا الاقتراح على دراسة حالة واحدة.
لذا، فمن الضروري إجراء المزيد من البحث لتحديد هذا الارتباط المحتمل.
وعلى الرغم من ندرة الحدوث، فيمكن أن تؤدي الظروف الموروثة التالية أيضًا إلى استعداد الشخص إلى الإصابة بقلة اللمفاويات:
- متلازمة دي جورج.
- متلازمة ويسكوت ألدريتش
- متلازمة نقص المناعة المشتركة الشديد.
- متلازمة الرنح وتوسع الشعيرات.
اعراض نقص الخلايا اللمفاوية
في كثير من الحالات، لا توجد أعراض ملحوظة لمرض نقص اللمفاويات.
فيكتشف الكثير من الأشخاص أن لديهم هذا الاضطراب أثناء إجراء الاختبارات لظروف مرضية أخرى.
ولكن عندما تتطور أعراض هذا المرض، فقد تشمل:
- الحمى.
- السعال.
- سيلان الأنف.
- الطفح الجلدي.
- الالتهابات التي لا تتحسن.
- انتفاخ في الطحال أو العقد الليمفاوية.
- تورم في المفاصل.
علاج نقص الخلايا اللمفاوية
يهدف علاج نقص الخلايا اللمفاوية إلى إعادة مستويات الخلايا اللمفاوية إلى نطاقها الصحي.
ويشمل هذا تحديد وعلاج سبب انخفاض مستويات الخلايا الليمفاوية بالجسم.
لذلك فقد يتضمن العلاج:
- وقف بعض الأدوية.
- علاج الحالات الطبية الكامنة.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم.
ويشمل الهدف الآخر للعلاج هو إزالة أي عدوى قد تطورت نتيجة قلة اللمفاويات.
ويعتمد العلاج المحدد هنا على نوع المرض الذي قد أصيب به الشخص.
قد يتلقى الأطفال الذين يعانون من التهابات خطيرة ومستمرة بعض الأدوية الغنية بالأجسام المضادة التي تعمل على تقوية المناعة.
التشخيص
لتشخيص حالة انخفاض الخلايا الليمفاوية، سيبدأ الطبيب بالتعرف على تاريخ المريض الطبي بالكامل.
فسيساعده ذلك على البحث عن الأسباب المحتملة لمرض قلة اللمفاويات.
وتشمل الأمثلة على ذلك علاجات السرطان أو التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية أو التاريخ العائلي لاضطرابات الدم.
ثم سيقوم الطبيب بعد ذلك بإجراء فحص بدني.
ويشمل التحقق من وجود تورم في الطحال أو العقد الليمفاوية.
وكلاهما يمكن أن يشير إلى الإصابة بمرض نقص الخلايا اللمفاوية.
وإذا اشتبه الطبيب في قلة اللمفاويات، فقد يوصي بأحد الاختبارات التشخيصية التالية التي يمكن أن تساعد أيضًا في تحديد السبب:
- تحليل الدم الشامل (CBC): يمكن لـ CBC التحقق من العدد الإجمالي لخلايا الدم البيضاء.
- تحليل CBC with differential: يوفر هذا الاختبار تقديرًا أكثر دقة للأنواع المختلفة من خلايا الدم البيضاء، بما في ذلك الخلايا الليمفاوية.
- قياس التدفق الخلوي: هو اختبار دم أكثر تفصيلاً يقيس مستويات الأنواع المختلفة من الخلايا الليمفاوية، بما في ذلك خلايا T وخلايا B والخلايا الفاتكة الطبيعية.
- تحليل نخاع العظام: يتحقق هذا الاختبار مما إذا كان النخاع العظمي ينتج كمية طبيعية من خلايا الدم.
نظرة عامة
قد تتحسن الحالات الخفيفة من مرضة نقص الخلايا اللمفاوية من تلقاء نفسها.
وهذا الاحتمال أكثر حدوثًا إذا كان بإمكان الشخص تحديد سبب قلة اللمفاويات وتجنبه.
ورغم ذلك، فقد تؤدي حالات الإصابة الشديدة من قلة اللمفاويات إلى الإصابة بالعدوى المتكررة من مصادر متعددة.
وبالتالي فيمكن أن يؤدي هذا التكرار إلى إضعاف الجسم، بل وقد ثبت أنه يهدد الحياة في بعض الحالات.
لذلك فيمكن أن تساعد النصائح التالية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى:
- تجنب الأشخاص المصابين بأمراض معدية.
- أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية واللقاحات المتعلقة بالرئة.
- اغسل اليدين بانتظام.
- الحفاظ على نظافة الفم.
- تناول الأطعمة المطبوخة فقط.
ملخص
مرض قلة اللمفاويات أو نقص الخلايا اللمفاوية هو اضطراب يتميز بالمستويات المنخفضة بشكل غير طبيعي من الخلايا الليمفاوية في الدم.
والخلايا الليمفاوية هي خلايا مناعية تلعب دورًا حيويًا في حماية الجسم من العدوى.
ولذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الخلايا الليمفاوية معرضون أكثر للإصابة بالعدوى.
كما يمكن للأشخاص أن يكتسبوا أو يرثوا مرض قلة اللمفاويات.
ورغم ذلك فيُعد مرض نقص الخلايا اللمفاوية المكتسب أكثر شيوعًا، وهناك العديد من الأسباب المحتملة له.
مع العلم، أنه قد تتحسن حالات الإصابة الخفيفة من مرض قلة اللمفاويات من تلقاء نفسها، أو مع العلاج الروتيني.
كما قد تكون الحالات الشديدة أكثر صعوبة في العلاج.
لذلك فيجب على الشخص التحدث إلى طبيبه للحصول على مزيد من المعلومات حول خطة العلاج الفردية والتوقعات المحتملة جراء الإصابة بهذا المرض.