التهاب الفك الصدغي (TMD) هو أحد الأمراض التي من الممكن أن تصيب الفم أيضًا، ومن أعراضه الشعور بالألم؛ والتصلب؛ مع بعض الأعراض الأخرى التي تصيب الفك، أو المفصل الصدغي الفكي (TMJ). ويعد التهاب المفاصل أحد أكثر أسباب الإصابة بمرض TMD شيوعًا – وهي نفس مجموعة الحالات التنكسية التي تؤثر على المفاصل الأخرى، مثل الركبتين والوركين والأصابع.
في معظم الأحيان، يكون نوع التهاب المفاصل الذي يسبب الإصابة بالتهاب الفك الصدغي TMD هو التهاب المفاصل التنكسي “الفصال العظمي”. ولكن هناك أنواع أخرى أيضًا من التهاب المفاصل يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفصل الفقاري – مثل التهاب الفقار اللاصق. ومن خلال السطور القادمة سنتعرف عليهم بالتفصيل.
3 أسباب محتملة للإصابة بما يعرف بـ التهاب الفك الصدغي
1. الفصال العظمى
وفقا للأكاديمية الأمريكية لآلام الفم والوجه (AAOP)، فيتطور مرض هشاشة العظام عادة بمرور الوقت. وذلك بسبب تآكل وانهيار العظام والأنسجة الرخوة بشكل مستمر. وإلى جانب الألم الذي يشعر به المريض، فإن مرض هشاشة العظام من الممكن أن يسبب صوتًا مزعجا يُعرف باسم الفرقعة أو الطقطقة وذلك في نطاق محدود من الحركة. وهذا يحدث في الغالب مع كبار السن.
كما أنه في معظم الأحيان، يكون مرض هشاشة العظام في المفصل الصدغي الفكي أحادي الجانب، مما يعني إصابة جانب واحد فقط من الوجه بهذا المرض.
ولتشخيص مرض التهاب المفصل الصدغي الفكي TMD أو الاضطرابات الفكية الصدغية التي ترجع إلى التهاب المفاصل العظمية المفصلية، سيحتاج طبيبك الخاص إلى التعرف على تاريخك الطبي ومدى تعرضك لبعض الأعراض المحددة. بل وربما يطلب منك إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو بعض تقنيات التصوير الأخرى.
أما عن علاج التهاب مفصل الفك الصدغي في هذه الحالة، فسيصف طبيبك الخاص عادة بعضًا من العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مع خافض للحرارة. كما سيوصيك بتناول الأطعمة اللينة وليست الصلبة – التي تحتاج إلى الكثير من المضغ. وهذا من أجل الحد من حركة الفك لتجنب الآلام الناجمة عن ذلك. وإذا لم يشعر المريض بتحسن عند اتباع هذه الإجراءات، فقد يقرر الطبيب في بعض الأحيان ضرورة إجراء عملية جراحية لعلاج المرض.
2. التهاب المفاصل الروماتويدي كأحد الأمراض التي تسبب التهاب الفك الصدغي
على الرغم من أن الفك لا يعتبر من أول المفاصل التي تتأثر بالتهاب المفاصل الروماتويدي، إلا أنه يعتبر شكل من أشكال آلام المفاصل التي تسببها بعض المشكلات في الجهاز المناعي، حيث أن 90٪ من المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يعانون من ألم في الفك.
كما يميل التهاب الفك الصدغي TMD الناجم عن هذا النوع من التهاب المفاصل إلى التأثير على جانبي الوجه معًا – وليس جانب واحد كما في الفصال العظمي. كما أنه يسبب أيضًا تورم وحركة محدودة للفكين مع الشعور بتَيَبُّس وآلام بهم. ويشعر المريض بهذه الأعراض بين حين وآخر. ولكن عادة ما تكون هذه الأعراض أسوأ في الصباح.
وإلى جانب اعراض التهاب مفصل الفك الصدغي والتاريخ الطبي للمريض، فإن تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي كسبب لآلام المفاصل يتم عن طريق إجراء بعض الأشعة التصويرية واختبارات الدم.
أما فيما يخص العلاج فيقوم الطبيب المعالج بوصف نفس العقاقير التي تؤخذ عند تأثر أي مفصل آخر بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وهي عقاقير مضادة للالتهابات مع العقاقير المضادة للأمراض الروماتيزمية (DMARDs)، بالإضافة إلى أنه سيوصي بضرورة ممارسة بعض التمارين لمنع فقدان الحركة في الفك. وفى بعض الأحيان يمكن أن يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي.
3. الالتهاب الفقاري المفصلي
الالتهاب الفقاري المفصلي هو أحد أنواع التهاب المفاصل التي تصيب المناطق التي ترتبط فيها الأربطة والأوتار بالعظام. ومن بين أشهر أنواعه هو التهاب الفقار اللاصق الذي يصيب كًلًا من الظهر والرقبة. كما أنه يمكن أن يسبب الألم ويجعل حركة الفك محدودة.
ويوجد نوع آخر من الالتهاب الفقاري المفصلي هو التهاب المفاصل الصدفي. وهو مرض تتشابه أعراضه مع أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي من حيث الشعور بالآلام عند لمس المنطقة المصابة، وحركة محدودة في الفكين، مع الإحساس بالطقطقة، على الرغم من أنه في هذه الحالة يصاب فكًا واحدًا فقط بالمرض.
أما التهاب المفاصل التفاعلي للمفصل الصدغي فهو النوع الثالث من التهاب المفاصل الفقارية الذي يمكن أن يسبب مرض اضطرابات المفصل الفكي الصدغي TMD. ويعتبر الرجال هم الأكثر عرضة من النساء للإصابة بهذا النوع من التهاب المفاصل، الذي يسبب الشعور بالألم والتورم مع حركة محدودة للفك . ولأن هذا الالتهاب ينجم عن عدوى، فإن المضادات الحيوية غالبًا ما تكون جزءًا من علاجه.
