الجلطة الدموية تتسبب في منع وصول الدم إلى الجزء المصاب بها، لهذا فهي من أخطر الأمراض التي تهدد حياة الإنسان، إذًا فكيف يمكننا اكتشاف الإصابة بها؟ وما الذي يجب علينا فعله حيالها ؟ هذا ما سوف نتحدث عنه فيما يلي.
ما هي الجلطة الدموية؟
إن تجلط الدم هو عبارة عن تكتل دموي يتسبب في تحويل سائل الدم إلى حالة شبه صلبة شبيهة بالهلام. كما أن التجلط يمكن أن يمنعك من فقدان الكثير من الدماء في حالات معينة، كعندما تكون مصابًا أو مبتورًا. وعندما تتشكل جلطة داخل أحد الأوردة أو الشرايين، فلن تذوب من تلقاء نفسها. بل أن هذا الوضع يعُتبر من أخطر ما يحدث لصحة الإنسان؛ فقد يهدد الحياة !!
إن الجلطة الدموية غير المتحركة لن تؤذي بشكل عام، ولكن يوجد فرصة أن تتحرك هذه الجلطة وبالتالي تصبح خطيرة للغاية على الصحة. فإذا تحطمت الجلطة الدموية غير المتحركة وانتقلت عبر الشرايين إلى القلب والرئتين، فإنها تمنع تدفق الدم إليهما. وحينها ستكون في حالة طبية طارئة وتحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن.
لذلك فيجب عليك الاتصال بطبيبك على الفور إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا بـ جلطة دموية في أحد أجزاء الجسم. لأن حينها سيتمكن أخصائي الرعاية الصحية من النظر إلى الأعراض والتاريخ الطبي لك ثم إبلاغك بالخطوات التي يجب عليك اتباعها.
أنواع الجلطات الدموية
يتكون نظام الدورة الدموية في الجسم من أوعية دموية تسمى الأوردة والشرايين، والتي تنقل الدم في جميع أنحاء الجسم. لذلك فيمكن أن تتشكل جلطات الدم في الأوردة أو الشرايين. وعندما تحدث جلطة دموية في الشريان، فإنها تسمى الجلطة الشريانية. وهذا النوع من الجلطات يسبب مجموعة من الأعراض فور الإصابة به ويتطلب علاجًا طارئًا. وتتضمن أعراض الجلطة الشريانية:
- ألمًا شديدًا أو شللًا أو كليهما في أحد أجزاء الجسم.
- يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
أما الجلطة الدموية التي تحدث في الوريد فتسمى الجلطة الوريدية. وقد تحدث هذه الأنواع من الجلطات ببطء أكثر، لكنها لا تزال مهددة للحياة. ويسمى النوع الأكثر خطورة من الجلطة الوريدية بتجلط الأوردة العميقة.
تجلط الأوردة العميقة
تجلط الأوردة العميقة (DVT) هو الحالة المرضية التي تتشكل بها الجلطة في أحد الأوردة الرئيسية العميقة داخل الجسم. ومن أكثر مناطق الجسم التي تصاب بهذا النوع من الجلطات هي الساق، ولكنها قد تحدث أيضًا في الذراعين أو الحوض أو الرئتين أو حتى المخ.
وفي هذا السياق يؤكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الجلطات مثل DVT، إلى جانب الانسداد الرئوي (نوع من الجلطة الوريدية التي تؤثر على الرئتين) تصيب ما يصل إلى 900.000 أمريكي (على سبيل المثال) كل عام. وهذه الأنواع من جلطات الدم تتسبب في حدوث 100.000 حالة وفاة أمريكية سنويًا.
مع العلم أنه لا توجد وسيلة لمعرفة ما إذا كنت مصاب بجلطة دموية دون تدخل طبي. لكن إذا كنت تعرف أكثر عن أعراض وعوامل الخطر الأكثر شيوعًا لهذا المرض، فيمكنك أن تعطي لنفسك أفضل فرصة لمعرفة متى يجب عليك اللجوء إلى الطبيب.
وبرغم أنه من الممكن أن تكون مصاب بجلطة دموية دون أن تظهر عليك أعراض واضحة. بل والأصعب أنه عندما تظهر الأعراض، فإن بعضها يتشابه مع أعراض أمراض أخرى. لذلك وفيما يلي سوف نتعرف على أعراض الجلطات الدموية في الساق أو الذراع والقلب والبطن والدماغ والرئتين وعوامل الخطر المبكرة.
الجلطة الدموية في الساق أو الذراع
في هذا الصدد يقول الدكتور أكرم العشري – جراح متخصص بالرضوح وطبيب الرعاية الحرجة في مركز جراند ستراند الطبي الإقليمي – أن أكثر الأماكن بالجسم شيوعًا لحدوث جلطة دموية هو أسفل الساق.
والجلطة الدموية في الساق أو الذراع يمكن أن يكون لها أعراض مختلفة، بما في ذلك:
- التورم.
- الشعور بالألم.
- القابلية للكسر.
- الشعور بألم شديد في الساق.
- تغيير لون الساق إلى اللون الأحمر.
مع العلم أن ظهور هذه الأعراض يعتمد على حجم الجلطة المصاب بها. لهذا السبب فقد لا تظهر أي أعراض إذا كانت الجلطة الدموية بسيطة، أو قد يظهر تورم بسيط في الجزء الخلفي من الساق دون الشعور بالكثير من الألم. أما إذا كانت الجلطة كبيرة، فقد تتورم الساق بالكامل مع الشعور بألم شديد بها.
ومن الجيد هنا أنه ليس من الشائع وجود جلطات دموية في الساقين أو الذراعين في نفس الوقت. لذلك فتزداد احتمالية إصابتك بجلطة دموية عندما تكون الأعراض في ساق واحدة أو ذراع واحد.
الجلطة الدموية في القلب أو النوبة القلبية
إن الجلطة الدموية في القلب تسبب النوبة القلبية. وبرغم أن القلب هو المكان الأقل شيوعًا لحدوث التجلط الدموي، إلا أنه لا يزال من الممكن إصابته بالجلطات. والجلطة الدموية في القلب يمكن أن تسبب أعراض مثل:
- الشعور بألم في الصدر مع الإحساس بالثقل به.
- الإحساس بالدوار وضيق التنفس.
الجلطة الدموية في البطن
قد يكون الألم والتورم الحاد في البطن من اعراض الجلطة الدموية في مكان ما في البطن. أو قد تكون هذه أعراض للإصابة بفيروس المعدة أو التسمم الغذائي.
الجلطة الدموية في المخ أو الجلطة الدماغية
تُعرف الجلطة الدموية في المخ أيضًا بالجلطة، والتي يمكن أن تسبب صداعًا مفاجئًا وحادًا، إلى جانب بعض الأعراض الأخرى، بما في ذلك صعوبة التحدث المفاجئ أو صعوبة الرؤية.
الجلطة الدموية في الرئتين أو الانسداد الرئوي
تسمى الجلطة الدموية التي تنتقل إلى الرئتين بالانسداد الرئوي (PE). ومن أبرز أعراضها:
- ضيق التنفس المفاجئ.
- ألم في الصدر.
- الخفقان، أو زيادة معدل ضربات القلب.
- حدوث مشاكل في التنفس.
- خروج دم مع السعال.
ما هي عوامل خطر الإصابة بالجلطة الدموية؟
هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالجلطة الدموية. ومن أبرزها الإقامة في المستشفى لفترة طويلة أو الإقامة المرتبطة بعملية جراحية كبرى. ومن بين العوامل الشائعة التي يمكن أن تعرضك لخطر الإصابة بالجلطة الدموية الأخرى هي:
- العمر، خاصة إذا كان عمرك أكثر من 65 عامًا.
- السفر الطويل، مثل أي رحلات تسبب الجلوس لأكثر من أربع ساعات في كل مرة.
- الراحة في الفراش أو الجلوس في الفراش لفترات طويلة من الزمن.
- البدانة.
- الحمل.
- التاريخ العائلي من جلطات الدم.
- التدخين.
- الإصابة بالسرطان.
- تناول حبوب معينة لمنع الحمل.
استدعاء الطبيب
من الصعب للغاية تشخيص هذا المرض اعتمادًا على علامات الجلطة الدموية وحدها. فوفقا لـ CDC، فإن ما يقرب من 50% من الأشخاص المصابين بـ DVT ليس لديهم أية أعراض. لهذا السبب فمن الأفضل الاتصال بالطبيب إذا كنت تعتقد أنك مصابًا بجلطة دموية في أحد أجزاء الجسم. بل فيجب عليك الاتصال بخدمات الطوارئ المحلية فورًا إذا واجهت أيًا مما يلي:
- ضيق مفاجئ في التنفس.
- الشعور بثقل في الصدر.
- صعوبة في التنفس أو الرؤية أو التحدث.
حينها سيتمكن طبيبك أو أخصائي الرعاية الصحية من معرفة ما إذا كنت مصابًا بجلطة دموية أم لا، بل فإنه يمكن أن يقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية لك لتحديد السبب الدقيق لإصابتك بهذه الأعراض. وفي كثير من الحالات، ستكون الخطوة الأولى هي التعرض للموجات فوق الصوتية. وذلك لأن هذا الاختبار سيعرض صورة واضحة للأوردة والشرايين، مما قد يساعد طبيبك على التشخيص السليم لحالتك، ومن ثم علاج الجلطة الدموية إذا ثبت أنك مصاب بها.
التعليقات مغلقة.