ما هو سرطان البنكرياس؟
يحدث سرطان البنكرياس عندما تنمو الخلايا الخبيثة (السرطانية) وتنقسم وتنتشر في البنكرياس. والبنكرياس عبارة عن عضو إسفنجي يأخذ شكل أنبوب طوله 6 بوصات يقع في الجزء الخلفي من البطن – خلف المعدة. ولديه وظيفتان رئيسيتان في الجسم وهما صنع العصارات الهضمية (التي تسمى الإنزيمات) التي تساعد على هضم الطعام، وصنع الهرمونات – بما في ذلك الأنسولين – التي تتحكم في استخدام الجسم للسكريات والنشويات.
ومن الجدير بالذكر أنه قد تعرض الصحفي الشهير “أليكس تريبيك” لخطر سرطان البنكرياس. كما عولجت قاضية العدل العليا روث بدر جينسبيرغ مرتين من هذا المرض. بالإضافة إلى ذلك فيعد مؤسس شركة أبل ستيف جوبز والممثل باتريك سويزي من بين من توفوا بسبب سرطان البنكرياس.
الأسباب
لا يعرف الخبراء السبب الدقيق وراء الإصابة بـ ورم البنكرياس الخبيث. فقد يمكن لطفرات جينية معينة أن تتسبب في الإصابة بهذا المرض. كما يوجد بعض عوامل الخطر الأخرى التي يمكن أن تساهم في ذلك ومنها:
- التدخين
- العمر (يتم تشخيص المرض عادة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا)
- الإصابة بمرض السكري
- الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن الناجم عن طفرة جينية معينة.
- الإصابة بتليف الكبد.
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض بحسب الحالة والجنس (فهو أكثر شيوعًا بين الرجال عن النساء).
- السمنة.
- استخدام بعض المواد الكيميائية.
- العِرق (فالأمريكيون من أصل أفريقي – على سبيل المثال – لديهم خطر إصابة بهذا المرض أعلى قليلاً من البيض؛ ولكن الخبراء لا يعرفون السبب).
الأعراض
غالبًا ما لا يكون لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض أيه أعراض في المراحل المبكرة منه. ولكن مع نمو السرطان وانتشاره، يتطور الألم غالبًا في الجزء العلوي من البطن وينتشر أحيانًا في الظهر. كما قد يتفاقم الألم بعد تناول الطعام أو الاستلقاء. وقد تشمل اعراض سرطان البنكرياس الأخرى ما يلي:
- اليرقان.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- التعب والضعف العام.
- الاكتئاب.
معدلات البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بهذا المرض
يتبادر سؤال كم يعيش مريض سرطان البنكرياس كثيرًا في أذهان من يكتشفون إصابتهم بهذا المرض. ونظرًا لأن الأطباء نادرًا ما يكتشفون هذا النوع من السرطان في مراحله المبكرة – عندما يكون علاجه أسهل – فهو أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا لصحة المريض. فيعيش حوالي 34٪ من المصابين بسرطان البنكرياس لمدة 5 سنوات منذ بدء التشخيص. بينما يعيش 9% فقط من المصابين لأكثر من 5 سنوات بعد تشخيص المرض. مع العلم أن معدلات البقاء على قيد الحياة هذه لا يمكنها التنبؤ بما سوف يحدث لأي شخص مصاب بهذا المرض، كما أنها قد تزداد مع الوقت مع اكتشاف أنواعًا جديدة من العلاج.
التشخيص
قد يكون من الصعب تشخيص سرطان البنكرياس في المراحل المبكرة منه. فيمكن ألا يرى الطبيب أو يشعر بوجود ورم صغير أثناء الفحص الروتيني. لذلك وللمساعدة في إجراء التشخيص، فقد يخضع المريض لبعض اختبارات التصوير الإشعاعي مثل الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية. ويبدو أن المنطقة الخضراء الظاهرة في الفحص بالأشعة المقطعية هي دلالة على وجود سرطان في البنكرياس والكبد. وتساعد هذه الفحوصات الطبيب على اختيار العلاج الأنسب للمريض. كما أنه من الممكن أن يتم التشخص من خلال أخذ خزعة من البنكرياس عن طريق استخدام الطبيب لإبرة مخصصة أو عن طريق إجراء عملية جراحية معينة لأخذ جزء صغير من أنسجة الورم وفحصها.
ما هو علاج سرطان البنكرياس؟
العلاج الجراحي
يمكن أن تنجح العمليات الجراحية في إزالة الورم ومعالجة السرطان إذا لم ينتشر في البنكرياس بعد. ولكن ولسوء الحظ، فمع هذا النوع من السرطان، تنتشر الخلايا السرطانية في البنكرياس عادة بعد وقت التشخيص. أما إذا كان الورم أكبر من اللازم لإزالته، فقد يكون هناك نوع مختلف من التدخل الجراحي يكون الهدف منه هو المساعدة في تخفيف بعض الأعراض ومنع حدوث بعض المشكلات المتعلقة بحجم الكتلة السرطانية.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية. وبالنسبة لـ علاج ورم البنكرياس الخبيث، فمن المحتمل أن يحتاج المريض إلى جلسات إشعاعية 5 مرات في الأسبوع ولعدة أسابيع متتالية. ويساعد هذا العلاج في حماية الأنسجة الطبيعية بالبنكرياس عن طريق نشر جرعة من الإشعاع به. مع العلم أنه يتم دراسة العلاج الإشعاعي كوسيلة لقتل الخلايا السرطانية التي تظل في المنطقة بعد الجراحة. كما يمكن أن يساعد العلاج الإشعاعي في تخفيف الألم وتقليل مشاكل الجهاز الهضمي التي تحدث بسبب الأورام الكبيرة.
العلاج الكيميائي
يستخدم العلاج الكيميائي لتدمير الخلايا السرطانية ومنعها من النمو أو التكاثر. وقد تتضمن رحلة العلاج به دواء واحد أو مزيج من الأدوية والتي قد تحصل عليها عن طريق الفم أو الحقن. وتدخل الأدوية إلى مجرى الدم وتنتقل عبر الجسم، مما يجعل علاج سرطان البنكرياس بالكيماوي خيارًا جيدًا للسرطان الذي انتشر في أجزاء مختلفة من البنكرياس. كما يمكنك أيضا الخضوع للعلاج الكيميائي بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية تركت وراءها.
العلاج الموجه
تهاجم هذه الأدوية أجزاء معينة من الخلايا السرطانية. ويبدو أن العلاجات الموجهة لها آثار جانبية أقل من العلاج الكيميائي وهي أقل ضرراً للخلايا الطبيعية للبنكرياس. كما يمكن للأطباء استخدام بعض أنواع العلاج الموجه إلى جانب العلاج الكيميائي لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاجات التالي:
- ظهور طفح جلدي.
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالتعب.
العلاج بالخلايا الجذعية
هذا النوع من العلاج يركز على جهاز المناعة الخاص بالمريض لمكافحة اورام البنكرياس الخبيثة. حيث يمكن للأطباء استخدام أحد أنواع العلاج بالخلايا الجذعية لمنع إنتاج بروتين يسمى PD-1 حتى يتمكن الجهاز المناعي من مهاجمة السرطان. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية لهذه العلاجات الآتي:
- التعب
- ظهور مشاكل الجلد
- آلام المفاصل
- حدوث مشاكل الأمعاء (الإمساك والإسهال والغثيان).
بل ويمكن أن تحدث آثار جانبية أكثر خطورة إذا بدأ الجهاز المناعي في مهاجمة الجسم نفسه.
الرعاية التلطيفية
يستخدم العلاج التلطيفي لمرضى السرطان بهدف تخفيف الأعراض وإدارة الألم في أي مرحلة من مراحل المرض. ويمكنك الحصول عليها مع العلاجات الطبية الأخرى. فالهدف منها هو تحسين نوعية الحياة ليس فقط في الجسم، ولكن في العقل والروح. وفي حين أن العلاجات التلطيفية مناسبة بشكل واضح في المراحل المتقدمة للغاية من المرض، إلا أنها قد تساعد أيضًا عند استخدامها مع علاجات أخرى تستهدف السرطان.
هل يمكن الوقاية من سرطان البنكرياس؟
بينما لا توجد طريقة معينة لمنع جميع حالات هذا المرض، إلا أنه يمكنك اتخاذ بعض الإجراءات ضد عوامل الخطر التي تتسبب في ظهوره. حيث قد قدمت جمعية السرطان الأمريكية بعض النصائح من أجل الوقاية من سرطان البنكرياس ومنها:
- الإقلاع عن التدخين.
- إنقاص الوزن والمحافظة على الوزن الصحي للجسم.
- كن نشيطًا.
- ركز بشكل خاص على الأطعمة النباتية.
- ابتعد عن الكحوليات.