عندما نتجول بين وسائل العناية بالبشرة، فإننا غالباً ما نبحث عن المنتجات التي تعد بنتائج جيدة وسريعة. وبغض النظر عما يكتب في فوائد هذا المنتج، فإن جودته هي الفيصل في الدلالة على مكوناته. وبخلاف الأطعمة والأدوية التي تتطلب توضيح ما بها من فوائد وأثار جانبية مضرة، فلا يُطلب من مستحضرات التجميل الإعلان عن المنتجات الضارة والعوامل المسرطنة التي قد تحتوي عليها.
هل هناك مكونات ضارة في مستحضرات التجميل الخاصة بك؟
تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بحظر بعض المكونات أو الأطعمة أو الأدوية التي قد تلحق الأذى بالصحة، ولكن ما يجري في الكريمات ومستحضرات التجميل الخاصة بك يترك لتقدير كل شركة.
لكن بشكل عام، لا تتسبب مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة في الإصابة بالسرطان على سبيل المثال. فأكبر المخاوف منها تكمن في تهيج الجلد وعدم وجود النظافة التجميلية المناسبة. ومع ذلك، فتقول جمعية السرطان الأمريكية أن المخاطر الصحية المتعلقة بالتعرض الطويل الأمد للسموم بشكل عام سواء من مستحضرات التجميل الضارة أو غيرها من المنتجات لا يمكن استبعادها تمامًا.
وبالإضافة إلى السرطان، فتشمل المخاوف الأخرى التي قد تنجم عن استخدام مستحضرات تجميل غير مناسبة:
- التهاب الجلد التماسي، أو تهيج الجلد.
- عيوب خلقية عند النساء الحوامل.
- اضطراب الهرمونات عند الأطفال والمراهقين.
المواد الكيميائية الأكثر شيوعا التي وجدت في منتجات التجميل التي قد تكون تستخدمها
فيما يلي مجموعة من المواد الكيميائية الأكثر شيوعًا التي يمكن العثور عليها في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية التي تقوم باستخدامها كأحد طرق العناية بالبشرة:
1. بوتيل هيدروكسي الأنيسول (BHA) وبوتيل هيدروكسي التلوين (BHT)
الغرض منه: مضادات الأكسدة – حافظ من التلف – موازن -مكونات العطر.
المخاوف: تهيج الجلد – اضطراب الهرمونات.
يوجد في: أحمر الشفاه – ظلال العيون – بعض المنتجات البترولية.
2. ديثانولامين (DEA)
الغرض منه: الرقم الهيدروجيني الضابط – يكون الرغوة.
المخاوف: تهيج الجلد – مخاوف التلوث.
يوجد في: مجموعة متنوعة من ماكياج الوجه ومنتجات الشعر كالشامبو والبلسم.
3. ديبوتيل فثاليت (DBP) ، ثنائي ميثيل الفثالات (DMP) ، وثنائي إيثيل الفثالات (DEP)
الغرض منهما: ملدنات – مذيبات – مكونات العطر.
المخاوف: تلف الجهاز التناسلي الذكري.
يوجد في: طلاء الأظافر، بخاخ الشعر والعطور والصابون والشامبو.
4. الفورمالديهايد (محررات فورمالدهايد: برونوبول ، DMDM hydantoin ، ديازوليدينيل يوريا ، إيميدازوليدينيل يوريا ، و quaternium-15)
الغرض منهما: مواد حافظة.
المخاوف: مسببة للسرطان – تهيج الجلد – ارتفاع معدلات تفاعلات حساسية الجلد – الطفح الجلدي.
يتواجد في: منتجات الأظافر – الماسكرا – جل الشعر – شامبو الأطفال – صابون الجسم – مستحضرات التجميل الملونة.
5. العطر (العطور، مزيج من الزيوت الأساسية، والرائحة)
الغرض منها: تركيبة كيميائية مكونة من 3000 عنصر ممكن لإنشاء الروائح المختلفة.
المخاوف: تهيج الجلد – الحساسية – السرطان أو السمية التناسلية مع التعرض الطويل الأجل.
يتواجد في: معظم منتجات العناية بالبشرة الشخصية.
6. PEGs (البولي إيثيلين جليكول أو سيتيرث)
الغرض: مواد تنظيفية ومبردة.
المخاوف: مخاوف التلوث.
يتواجد في: مجموعة متنوعة من منتجات العناية بالبشرة والماكياج.
7. البارابين؛ على وجه التحديد (البروبيل ، الأيزوبروبيل ، البوتيل ، والأيزوبوتيل – البارابين)
الغرض منها: مواد حافظة
المخاوف: تثبيط الهرمونات
تتواجد في: الماكياج – مرطبات البشرة – الشامبو – المكيفات – منظفات الوجه – منتجات الحلاقة.
8. كبريتات لوريث الصوديوم وكبريتات لوريل الصوديوم
الغرض منها: عوامل التطهير والاستحلاب.
المخاوف: تهيج الجلد – مخطر التلوث.
تتواجد في: معجون الأسنان – الشامبو – صابون اليد.
9. الألوان الاصطناعية
الغرض منها: التلوين.
المخاوف: ألوان غير معتمدة مستخدمة في منتجات التجميل.
توجد في: جميع أنواع منتجات التجميل.
10. السيلوكسان ؛ المكونات التي تنتهي بـ (سيلوكسان أو -ميثيكون)
الغرض منها: التليين – التجانس – الترطيب.
المخاوف: اضطراب الهرمونات.
تتواجد في: منتجات الشعر – مزيلات العرق.
11. التريكلوسان
الغرض منه: عامل مضادات الميكروبات.
المخاوف: تعطيل هرمونات الغدة الدرقية والتناسلية – تطور المقاومة البكتيرية.
تتواجد في: منتجات العناية بالفم – منتجات الحلاقة – الكريمات – مستحضرات التجميل الملونة.
12. الملوثات Contaminants
يمكن أن تحتوي العديد من المنتجات على الملوثات، وهي شوائب أو منتجات ثانوية يتم إنتاجها عن طريق خلط بعض المكونات مع بعضها البعض. فالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والنيكل والكوبالت تندرج أيضا تحت هذه الفئة.
مع العلم أن المكونات التالية لها أيضًا مخاوف التلوث:
- قطران الفحم
- إيثانولامين (DEA)
- ديوكسان 1،4
- الفورمالديهايد
- البوتان والإيزوبوتان
- البولي ايثيلين جليكول / سيتيرث
- مسحوق التجميل البودر
- النتروزامين
هل يمكن أن تؤثر هذه المواد الكيميائية على صحتك على المدى الطويل؟
السرطان
من غير المرجح أن تصاب بالسرطان جراء استخدام ادوات تجميل البشرة وحدها. فبرغم أن هناك العديد من المنتجات التي تحتوي على الملوثات المسببة للسرطان مثل الفورمالديهايد؛ إلا أنها تحتوي على كميات صغيرة جدًا منها.
وتلاحظ جمعية السرطان الأمريكية أن الدراسات العلمية التي تكمن وراء ادعاء احتمالية الإصابة بالسرطان نتيجة استخدام مستحضرات التجميل تقوم بتعريض حيوانات التجارب لجرعات أعلى مما نواجهها نحن في المعتاد؛ وهو ما يتسبب في إصابة حيوانات المختبر بالسرطان الذي قد لا يصاب به البشر.
انقطاع الهرمونات
كل من العقم عند الذكور والإناث قد ينجم عن التعرض للمكونات التي تعمل على تعطيل الهرمونات. حيث يمكن أن تعطل هذه المكونات من نظام الغدد الصماء عن طريق محاكاة أو إزعاج أداء الهرمونات الطبيعية بها. وقد وجدت مراجعة واحدة تؤكد أن استخدام أدوات التجميل بجرعات منخفضة قد يكون له آثار ضارة على صحة الإنسان.
وتشمل المواد الكيميائية الشائعة التي تعطل الهرمونات:
- الفثالات
- التريكلوسان
- عبير المسك
- البارابين
أما عن العقم عند الذكور فوفقًا لتقرير صدر عام 2006 م، فقد أكدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وجود صلة بين التعرض لما قبل الولادة للفثالات الذي يوجد في بعض ادوات التجميل وتطور الجهاز التناسلي عند الذكور. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى العقم عند الذكور من خلال انخفاض عدد الحيوانات المنوية ونوعية السائل المنوي.
وفيما يتعلق بسمية الجهاز التناسلي عند الإناث: فهناك أدلة موحية بأن زيادة مستويات البارابين قد تؤدي إلى تناقص احتياطي المبيض، أو عدم القدرة على الخصوبة. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذا الارتباط.
مضاعفات الحمل والولادة
هناك جدل حول العلاقة بين التعرض للريتينويد والعيوب الخلقية للأجنة. حيث يعمل الرتينويد على علاج التجاعيد أو حب الشباب الشديد. لكن توصي أحدث دراسة أجريت حول هذا الموضوع بتجنب الرتينويدات أثناء الحمل. كما قد تحتوي بعض الكريمات المضادة للشيخوخة أيضًا على جرعات من فيتامين أ (الريتينول)، والتي يجب تجنبها أثناء الحمل. إذ أن الجرعات العالية من فيتامين (أ) يمكن أن تؤدي إلى تشوهات الأجنة.
التهاب الجلد
التهاب الجلد التماسي هو مصطلح شامل لوصف تهيج الجلد أو الحكة أو الطفح الجلدي نتيجة ملامسة مادة غريبة للبشرة. فقد تتهيج بشرتك إذا كان لديكي حساسية، أو قمتي باستخدام منتجات بها نسبة عالية من المواد الكيميائية. لذا فتوقفي عن استخدام المنتج إذا لاحظت أي تغيرات في الجلد واستشيري طبيبك الخاص.
شيخوخة الجلد
بعض المكونات مثل حمض الريتينول أو حمض ألفا هيدروكسي تزيد أيضًا من حساسية بشرتك وتؤدي إلى شيخوختها. حيث قد وجدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن علاجات AHA لتقشير الجلد قد زادت من حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية بنسبة 18 في المئة. وبمجرد أن توقف المشاركون في الدراسة عن العلاج ظهرت لديهم أعراض حساسية الجلد.
اضطرابات الجلد الأخرى
تم ربط اضطرابات الجلد بـ انواع مستحضرات التجميل التي تعمل على تبييض البشرة. حيث قد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 414 امرأة استخدمت منتجات تفتيح البشرة باستخدام المنشطات أن:
- 45 % من السيدات قد ظهر لديهن حب الشباب الذي يسببه الستيرويد.
- 40 % منهن ظهرت لديهن الفطريات.
- 37 % منهن ظهر لديهن فرط التصبغ البقعي.
وفي دراسة أخرى أجريت على 425 سيدة، قد سجلت إصابة 105 من النساء بالتهابات الجلد وإصابة 69 حالة بالجرب.
من هي الفئات التي يجب عليها توخي الحذر أثناء استخدام المواد الكيميائية؟
النساء الحوامل والمرضعات
إن الحذر والوعي باستخدام مستحضرات التجميل أثناء الحمل أو الرضاعة مهم جدًا لأن الجسم يتغير كثيرًا أثناء الحمل. وفي حين عدم إيجاد العلم لرابطًا مباشرًا بين استخدام المواد الكيميائية وحدوث مضاعفات أثناء الحمل أو الرضاعة، إلا أن بعض المواد الكيميائية تتسبب في إحداث أثارًا جانبية ومضاعفات أثناء الحمل.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن النساء الحوامل اللائي استخدمن منتجات تفتيح البشرة المكونة من الستيرويدات القوية تعرضن إلى:
- انخفاض مستويات هرمون الكورتيزون في البلازما.
- صغر حجم المشيمة.
- ارتفاع معدلات انخفاض الوزن عند الولادة.
كما يجب على النساء الحوامل أو المرضعات تجنب استخدام الهيدروكينون، وهو مكون لتفتيح البشرة. حيث يمتص جسمك من 35 إلى 45 % من الهيدروكينون بعد الاستخدام الموضعي له، وهي أعلى نسبة من المكونات الأخرى.
الأطفال الصغار والمراهقين
بالنسبة للأطفال والمراهقين، فإن أكبر ما يثير القلق لديهم هو التعرض الطويل الأمد للمكونات التي تتسبب في اضطراب الهرمونات والتي قد تؤدي إلى النمو الغير طبيعي. وتأتي هذه المواد الكيميائية من مصادر متعددة، بما في ذلك مستحضرات التجميل والمواد الغذائية. مع العلم أنه لم تكن هناك روابط مباشرة بين استخدام مستحضرات التجميل والتعرض الكيميائي العالي الذي يؤدي إلى النمو الغير طبيعي لهم.
المواد الكيميائية الأخرى التي توجد في المنتجات المستخدمة يوميًا
تشتمل المواد الكيميائية – الأقل شيوعًا في منتجاتك اليومية، ولكنها لا تزال تحتوي على روابط لزيادة المخاطر – على:
- نواتج تقطير البترول (تهيج الجلد)
- قطران الفحم (مادة مسرطنة وسمية)
- التولوين (تفاعل الجلد، العيوب الخلقية، انخفاض الخصوبة)
- هيدروكينون (سواد الجلد والتشوه)
- ريزورسينول (مهيج للجلد)
- أوكسي بنزون وأوكسينوكسات (تهيج الجلد، اضطراب الهرمونات)
- حمض البوريك و بورات الصوديوم (تهيج الجلد، اضطراب الهرمونات)
- البوتان والإيزوبوتان (ملوث محتمل للمواد المسرطنة)
- ف فينيلينيديامين (تهيج الجلد)
- المكونات التي تنتهي باللينون (تهيج الجلد والسموم)
- الكربون الأسود (سامة)
- PABA (التغيرات الخلوية)
- التلك (قد يحتوي على مواد مسرطنة)
قد تتواجد هذه المكونات في جميع منتجات العناية الشخصية والجمال، بما في ذلك منتجات الأظافر، وكريمات الحلاقة، وواقيات الشمس، والصابون.
نصائح بسيطة لشراء المنتجات الشخصية
هل تعلم أن جميع المنتجات التي تستخدمها تقوم بسرد مكوناتها على الأغلفة الخاصة بها بترتيب تنازلي وفقًا لتركيز المكون في المنتج؟ فمعظم الوقت ستجد عنصر الماء مدرج في أول قائمة المكونات، مما يعني أن الماء يحتوي على أعلى تركيز في المنتج. لذلك فابحث عن المنتجات التي تدرج المكونات الصحية في البداية. وإذا لم تتمكن من العثور على منتج خالٍ من المكونات غير المرغوب فيها، فيمكنك شراء المنتجات التي تدرج العناصر الضارة في أسفل القائمة.
ولضمان منتجات آمنة، قم بالشراء من الشركات ذات السمعة الطيبة التي تستخدم اختبار الجودة وكن على دراية باللوائح المختلفة إذا كنت تشتري من الخارج.
التعليقات مغلقة.