الشعور بالجوع بعد الاكل هو طريقة جسمك لإخبارك بأنه يحتاج إلى المزيد من الطعام. ومع ذلك، فيجد الكثير من الأشخاص أنفسهم يشعرون بالجوع حتى بعد تناول الطعام.
يمكن للعديد من العوامل – بما في ذلك نظامك الغذائي والهرمونات الخاصة بك ونمط حياتك – تفسير هذه الظاهرة.
وتساعدك هذه المقالة في توضيح سبب الشعور بالجوع بعد الاكل وماذا تفعل حيال ذلك.
اسباب الشعور بالجوع بعد الاكل والحلول المقترحة
هناك عدة أسباب تجعل بعض الأشخاص يعانون من الشعور بالجوع بعد الاكل. ومنها:
1. مكونات الوجبة
بالنسبة للمبتدئين في الحميات الغذائية أو اتباع نظام غذائي صحي، فقد يعانون من الاحساس بالجوع بعد الاكل بسبب التركيبة الغذائية لوجباتهم.
فتميل الوجبات التي تحتوي على نسبة أكبر من البروتين إلى إحداث شعور بالامتلاء لفترة أطول من الوجبات التي تحتوي على نسب أكبر من الكربوهيدرات أو الدهون – حتى عندما يكون عدد السعرات الحرارية فيها متشابهًا.
ففي هذا السياق، قد أظهرت العديد من الدراسات أن الوجبات عالية البروتين أفضل في تحفيز إفراز هرمونات الشعور بالشبع، مثل هرمون الجلوكاجون ومنها هرمون الببتيد-1 (GLP-1)، كوليسيستوكينين (CCK)، والببتيد YY (PYY) 4.
أيضًا، إذا كان نظامك الغذائي يفتقر إلى الألياف، فقد تجد نفسك مصاب كثيرًا بـ الشعور بالجوع بعد الاكل .
فالألياف هي نوع من الكربوهيدرات التي تستغرق وقتًا أطول للهضم ويمكن أن تبطئ معدل إفراغ المعدة وبالتالي تبطء من إحساس الشعور بالجوع بعد تناول الطعام .
كما أنه عندما يتم هضم الألياف في الجهاز الهضمي السفلي، فإنها تعزز أيضًا من إفراز هرمونات قمع الشهية مثل PYY و GLP-1.
- تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين: اللحوم، مثل صدور الدجاج واللحم البقري والديك الرومي والروبيان.
- وفي الوقت نفسه، تشمل الأطعمة الغنية بالألياف: الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والحبوب.
لذلك فإذا وجدت أنك جائع بعد تناول الوجبات ولاحظت أن وجباتك تميل إلى نقص البروتين والألياف، فحاول دمج المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف في نظامك الغذائي.
2. مستقبلات التمدد Stretch receptors
بصرف النظر عن تكوين الوجبة التي تتناولها، فتحتوي معدتك على مستقبلات تمدد تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الشعور بالامتلاء أثناء الوجبة وبعدها مباشرة.
فتكتشف مستقبلات التمدد مقدار تمدد معدتك أثناء الوجبة وترسل إشارات مباشرة إلى عقلك للحث على الشعور بالامتلاء وتقليل الشهية.
لا تعتمد مستقبلات التمدد هذه على التركيب الغذائي للطعام. بدلاً من ذلك، فإنها تعتمد على الحجم الإجمالي للوجبة.
ومع ذلك، فإن الشعور بالامتلاء الناجم عن مستقبلات التمدد لا يدوم طويلاً.
لذلك في حين أنها قد تساعدك على تناول كميات أقل من الطعام أثناء الوجبة وبعدها بفترة وجيزة، فإنها لا تعزز الشعور بالامتلاء على المدى الطويل وبالتالي فقد يكون ذلك سبب الجوع المستمر بعد الاكل .
ولهذا فإذا لم تشعر بالامتلاء أثناء الوجبة أو بعدها مباشرة، فحاول دمج المزيد من الأطعمة ذات الحجم الكبير مع مراعاة أنها يجب أن تكون منخفضة السعرات الحرارية.
فتميل هذه الأطعمة، مثل معظم الخضروات الطازجة والفواكه والفشار والروبيان وصدور الدجاج والديك الرومي، إلى احتوائها على نسبة أكبر من الماء.
أيضًا، يضيف شرب الماء – قبل أو مع الوجبات – حجمًا إلى الوجبة وبالتالي فقد يعزز من شعورك بالشبع.
مع العلم، أنه على الرغم من أن العديد من هذه الأطعمة ذات الحجم الكبير والمنخفضة السعرات الحرارية تعزز الامتلاء الفوري قصير المدى من خلال مستقبلات التمدد.
إلا أنها تميل إلى أن تكون غنية بالبروتين أو الألياف، وكلاهما يعزز الشعور بالامتلاء لفترة طويلة بعد ذلك عن طريق تحفيز إفراز هرمونات الامتلاء (هرمونات الشعور بالشبع).
3. مقاومة اللبتين Leptin resistance من أساسيات الشعور بالجوع بعد الاكل
في بعض الحالات، قد تفسر المشكلات الهرمونية سبب إصابة بعض الأشخاص بـ الشعور بالجوع بعد الاكل.
فاللبتين هو الهرمون الرئيسي الذي يعطي إشارات الشعور بالامتلاء لدماغك.
إنه مصنوع من الخلايا الدهنية، لذلك تميل مستوياته في الدم إلى الزيادة بين الأشخاص الذين لديهم كتلة دهنية أكبر.
ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في أنه في بعض الأحيان لا يعمل هرمون اللبتين كما ينبغي في الدماغ، خاصة عند بعض الأشخاص المصابين بالسمنة. وهو ما يسمى عادة بمقاومة اللبتين.
هذا يعني أنه على الرغم من وجود الكثير من هرمون اللبتين في الدم، فإن دماغك لا تستطيع التعرف عليه وبالتالي تستمر في الاعتقاد بأنك جائع – حتى بعد تناول الوجبة.
على الرغم من أن مقاومة اللبتين هي مشكلة معقدة، لكن تشير الأبحاث إلى أن ممارسة النشاط البدني المنتظم وتقليل تناول السكر وزيادة تناول الألياف والحصول على قسط كافٍ من النوم قد يساعد في تقليلها.
4. العوامل السلوكية ونمط الحياة
بصرف النظر عن العوامل الرئيسية المذكورة أعلاه، فقد تفسر عدة عوامل سلوكية أخرى أسباب الشعور بالجوع المستمر حتى بعد تناول الطعام، بما في ذلك:
- التشتت أثناء الأكل. تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يأكلون مشتتًا يشعرون بشبع أقل ولديهم رغبة أكبر في تناول الطعام طوال اليوم (مثل تناول الطعام أثناء الحديث أو مشاهدة التلفاز).
لذلك فإذا كنت تأكل عادة وأنت مشتتًا، فحاول ممارسة اليقظة للتعرف بشكل أفضل على إشارات جسمك.
- الأكل بسرعة كبيرة. تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة يميلون إلى الشعور بالشبع أقل من الأكل البطيء بسبب قلة المضغ والوعي بتناول الطعام، والتي ترتبط بمشاعر الشبع.
لذلك فإذا كنت تتناول طعامك سريعًا، فحاول مضغ الطعام جيدًا.
- الإحساس بالتوتر. يزيد الإجهاد من إفراز هرمون الكورتيزول، مما قد يعزز الشعور بالجوع بعد الاكل والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
لذلك فإذا وجدت أنك غالبًا ما تكون متوترًا، فحاول دمج تمارين اليوجا أو التأمل في روتينك الأسبوعي.
- ممارسة الرياضة كثيرًا. يميل الأشخاص الذين يمارسون الرياضة كثيرًا إلى زيادة الشهية والتمثيل الغذائي بشكل أسرع.
لذلك إذا كنت تمارس الرياضة كثيرًا، فقد تحتاج إلى استهلاك المزيد من الطعام لدعم التدريبات الخاصة بك.
- قلة النوم. النوم الكافي ضروري لتنظيم الهرمونات بالجسم، مثل هرمون الجريلين – الذي تميل مستوياته إلى الارتفاع بين الأشخاص المحرومين من النوم.
لذلك فحاول وضع نظام نوم صحي أو الحد من التعرض للضوء الأزرق ليلاً للحصول على قسط كافٍ من النوم.
- عدم تناول ما يكفي من الطعام. في بعض الأحيان، قد تعاني من الشعور بالجوع بعد الاكل لمجرد أنك لم تأكل ما يكفي خلال اليوم.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين إلى زيادة مستويات الشعور بالجوع بعد الاكل لديك بشكل كبير وهو ما يعني أنك سوف تصاب بـ الشعور الدائم بالجوع .
ملخص الشعور بالجوع بعد الاكل
قد تشعر بالجوع بعد تناول الطعام بسبب نقص البروتين أو الألياف في نظامك الغذائي، أو عدم تناول ما يكفي من الأطعمة ذات الحجم الكبير.
كما قد يكمن السبب وراء ذلك هو مشاكل الهرمونات مثل مقاومة الليبتين، أو الخيارات السلوكية ونمط الحياة الخاطئ.
لذلك فحاول تنفيذ بعض الاقتراحات المذكورة في الأعلى من أجل تفادي كافة اسباب الجوع بعد الاكل .