بالنسبة لكثير من النساء، فيمكن أن يكون موعد إجراء اختبار الحمل مصدر قلق كبير لهن. وذلك إما بسبب رغبتهم الملحة في أن تكون النتيجة إيجابية، أو عدم رغبتهم الشديدة في الحمل. وبالنسبة لأولئك النساء اللواتي لا يرغبن في الحمل ويشعرن بالقلق تجاه نتيجة الاختبار، فقد يفكرن في إجراء اختبار لأن موعد الدورة الشهرية الخاص بهم قد تأخر، أو لأنهم يعتقدون أنهم يعانون من أعراض الحمل. أو، ربما، لأنهم يشعرون بالقلق حيال فشل وسيلة منع الحمل التي قاموا باختيارها (أو قد نسين استخدام وسائل منع الحمل).
وسواء كنتي ترغبين في الحصول على نتيجة اختبار سلبية أو إيجابية، فقد يبدو إجراء اختبار مبكر للحمل طريقة جيدة لمعرفة ما إذا كنت حاملًا أم لا. ولكن لسوء الحظ، فقد يظهر الاختبار المبكر للحمل نتيجة سلبية، حتى إذا كنتي حاملًا. إذًا كيف يمكنك أن تقرري إجراء اختبار للحمل؟ وما هو الموعد المناسب؟ وهل إجراء اختبار الحمل أمرًا مهمًا حقًا؟، هذا ما سوف نناقشه في السطور القادمة.
أفضل وقت لإجراء اختبار الحمل
أفضل وقت لإجراء اختبار الحمل هو بعد موعد انتهاء الدورة الشهرية المتأخرة. وهذا سيساعدك على تجنب النتائج الخاطئة له. وإذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة أو لم تقومي بحسابها، فلا تجري اختبارًا حتى تنتهي من أطول دورة شهرية لديك. على سبيل المثال، إذا كانت المدة بين دوراتك الشهرية تتراوح من 30 إلى 36 يومًا، فسيكون أفضل وقت لإجراء الاختبار هو اليوم 37 أو ما بعد.
هناك شيء آخر يجب مراعاته وهو أنه إذا كنت لا تعرفين هل موعد الدورة الشهرية الخاص بك قد تأخر أم لا، فوفقًا لإدارة الأغذية والعقاقير (FDA)، أنه من بين كل 100 امرأة، لن تحصل ما بين 10 و 20 عامًا على نتيجة اختبار حمل إيجابية في اليوم الذي يعتقدون أنه اليوم التالي لموعد انتهاء الدورة الشهرية المتأخرة، حتى لو كنتي حاملًا بالفعل.
كما أن الاختبارات المصنفة للكشف المبكر عن الحمل لا يمكن أيضًا أن تكتشف الحمل بدقة قبل أن تتأخر الدورة الشهرية.
أفضل وقت في اليوم لإجراء الاختبار
إن الوقت الذي تقومين فيه بإجراء اختبار الحمل المنزلي مهم إلى حد ما. فمن المرجح أن تحصلي على نتيجة دقيقة إذا أجريت الاختبار في الصباح الباكر. وهذا صحيح خاصة إذا لم تكن دورتك متأخرة، أو إذا كانت متأخرة ليومين فقط.
يعمل تحليل الحمل المنزلي عن طريق الكشف عن نسبة هرمون الغدد التناسلية المشيمية البشرية (البوليمراتية المشيمية (hCG)) في البول. ويعزز ذلك أنك لا تستيقظين كثيرًا في الليل للتبول (أو لا تشربين الماء طوال الليل)، فيصبح البول أكثر تركيزًا عند التبول لأول مرة في الصباح الباكر. وهذا ما يعني أنه عند الاستيقاظ تكون نسبة هرمون HCG أعلى قليلاً، ومن المرجح أن تحصلين على نتيجة إيجابية إذا كنت حاملاً.
ومع ذلك، فلا يزال بإمكانك إجراء اختبار الحمل في منتصف النهار، أو حتى في فترات الليل. ولكن من الأرجح أنكى ستحصلين على نتيجة سلبية زائفة، خاصة إذا كانت دورتك متأخرة لمدة يوم أو يومين فقط، أو إذا كنتي تشربين الكثير من الماء وهو ما يضعف تركيز البول.
الأعراض المبكرة للحمل
قد تقررين إجراء تحليل الحمل لأنك تعانين من أعراض الحمل المبكرة بما في ذلك:
- تورم الثدي.
- تشنجات خفيفة (تسمى أحيانًا “تشنجات انزراع البويضة”).
- نزول دم خفيف للغاية (يُسمى أحيانًا “دم انزراع البويضة “)
- الشعور بالإعياء.
- الحساسية تجاه الروائح.
- غثيان الصباح الطفيف.
اعتمادًا على ما إذا كان اختبار الحمل الإيجابي سيكون خبرًا جيد أو سيئ بالنسبة لكي، فقد تشعرك أعراض كهذه بالفزع أو الفرح! ولكن إليك الأخبار الجيدة أو السيئة (بحسب ما تريدين)، وهي أن أعراض الحمل لا تعني أنك حامل. ففي الواقع، يمكنك “أن تشعرين بالحمل” ولا تكونين حاملاً، أو “لا تشعرين بالحمل” وتكونين حاملًا. وذلك لأن نفس الهرمونات التي تسبب “أعراض” الحمل توجد كل شهر بين فترة الإباضة والدورة الشهرية. وبالإضافة إلى ذلك، فيمكن أن تحدث العديد من أعراض الحمل نتيجة لأشياء أخرى، مثل البرد أو الأنفلونزا أو حتى النوم السيئ لعدة أيام.
كيفية عمل اختبارات الحمل
إن معرفة كيفية عمل اختبارات الحمل يمكن أن يساعدك على فهم موعد إجراء هذه الاختبارات. فكما ذكرنا، تكتشف الاختبارات هرمون الحمل، عن طريق التعرف على نسبة موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية المنتظمة (hCG)، في البول. كما تعمل بعض الاختبارات أيضًا على كشف التباين في هذا الهرمون، والمعروف باسم موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية عالية الجليكوسيلات (H-hCG). ويتم إنتاج (hCG) المنتظمة فقط بعد زرع الجنين في بطانة الرحم. كما يبدأ إطلاق H-hCG في وقت مبكر، أي ما بعد الإخصاب مباشرةً.
لا يمكن لاختبار الحمل في المنزل قياس مقدار هرمون الحمل في البول بالضبط. بل ما يستطيع القيام به هو اكتشاف ما إذا كان هناك حد أدنى لهذا الهرمون أم لا. لذلك فالحصول على نتيجة اختبار حمل سلبية لا يعني أن البول لا يحتوي على H-hCG. بل هذا يعني فقط أنه لا يحتوي على ما يكفي منه لإصدار نتيجة إيجابية.
يكون مستوى H-hCG لدى المرأة عادة أعلى من hCG المنتظم. لذلك فإذا اكتشف اختبار الحمل وجود H-hCG في البول، فمن المرجح أن تحصلين على نتيجة إيجابية في وقت مبكر من الحمل. أما إذا كان اختبار الحمل غير حساس لـ H-hCG، ولم يكتشف سوى hCG المنتظم، فإن الحصول على نتيجة إيجابية مبكرة يكون أقل احتمالًا. مع العلم أن معظم اختبارات الحمل الموجودة في الأسواق ليست حساسة لاكتشاف H-hCG.
نتائج الحمل المبكر
يتم إجراء ” اختبارات الحمل المبكرة” عادة قبل ثلاثة أو أربعة أيام من موعد الدورة الفائتة. وتفترض هذه الفحوصات أن المرحلة الأصفرية – وهي المرحلة المتأخرة من الدورة الشهرية – تستغرق 14 يومًا، وهي الفترة ما بين فترة الإباضة وتوقيت حدوث الدورة الشهرية. ولكن تكمن المشكلة هنا أنه قد يكون لديكي مرحلة أصفرية أقصر أو أطول.
فإذا كانت مدة المرحلة الصفراء لديكي عادةً تكون 12 يومًا على سبيل المثال، فإن أفضل موعد اجراء اختبار الحمل قبل أربعة أيام من موعد الدورة الشهرية الفائتة وبعد تسعة أيام من الإباضة. مع العلم أن فكرة إجراء الاختبار قبل أربعة أيام من موعد الدورة الشهرية ستكون بلا فائدة بالنسبة لكي.
أما إذا كانت مدة المرحلة الصفراء لديكي 15 يومًا، فإن موعد إجراء اختبار الحمل المبكر يكون قبل أربعة أيام من انتهاء الدورة الشهرية وبعد الإباضة. وبما أنه لا يزال لديك ما يكفي من الهرمونات التي تظهر نتائج الاختبار في وقت مبكر، فأنت لديكي فرصة أفضل لظهور نتائج دقيقة للاختبار من النساء اللواتي لديهن مرحلة أصفرية أقصر.
أما إذا كنت تتناولين بعض علاجات للخصوبة ومنها بعض العقاقير التي تحتوي على هرمون hCG، فعليك ألا تجري اختبار الحمل المبكر. وذلك لأنه سيظهر لكي نتائج زائفة بأنك حاملًا ولكنه في الحقيقة قد يكشف فقط عن وجود بقايا لدواء الخصوبة.
اختبار الحمل دقيق بنسبة 99%
إن معظم اختبارات الحمل تعد بنتائج دقيقة بنسبة 99 في المائة في اليوم التالي لموعد انتهاء الدورة الشهرية الفائتة. أي أنه إذا كنت تتوقعين أن موعد دورتك الشهرية يوم الأربعاء، فسيكون يوم الخميس هو اليوم المناسب لإجراء اختبار الحمل.
والمثير للدهشة هنا أن وعود هذا الاختبار بتوفير نتائج بدقة 99 بالمائة قد لا تكون صحيحة. ففي الدراسات البحثية، قد قارنوا بين نسبة hCG التي تدعى الاختبارات أنها اكتشفتها مع الكمية التي اكتشفت بها بالفعل، فكانت الاختبارات دقيقة بنسبة 46 إلى 89 في المائة فقط. بل وفي إحدى الدراسات، قد أشارت إلى أن اختبارات الحمل تكون نتائجها إيجابية بنسبة 80 في المائة فقط في اليوم 28 من الدورة الشهرية للمرأة.
إجراء اختبار الحمل في وقت مبكر
هل ترغبين في إجراء اختبار حمل منزلي قبل انتهاء الدورة الشهرية؟ فتعرفي على إيجابيات وسلبيات ذلك قبل أن تقومي به.
الإيجابيات
- أنها فرصة للحصول على نتيجة إيجابية (ولكنها فرصة ضعيفة).
- إذا كانت النتائج إيجابية، فسيخفف ذلك من بعض التوتر خلال الانتظار لمدة أسبوعين لإجراء الاختبار في موعده المعتاد.
السلبيات
- فرصة كبيرة لإظهار نتيجة سلبية كاذبة إذا كنت حاملا.
- الشعور بمشاعر الإحباط تجاه النتيجة السلبية.
- غير دقيق مع تناول عقاقير مزودة بهرمون hCG.
أفضل نوع اختبار الحمل المبكر
لنفترض أنك تريدين إجراء اختبار مبكر للحمل، على الرغم من الجوانب السلبية المحتملة لذلك. فأي اختبار يجب أن تستخدميه؟
وفقًا للدراسات البحثية، فإن أفضل اختبار للحمل المبكر في الأسواق الآن هو “النتيجة الأولى للاستجابة المبكرة First Response Early Result “، أو FRER – كما يتم اختصاره في الأسواق – وهو الاختبار اليدوي. كما يمكنك أيضًا اجراء تحليل الحمل الرقمي للحصول على نتائج أدق في هذه المرحلة. فعلى الرغم من أنه تم الإبلاغ عنه سابقًا بأنه أقل دقة، إلا أنه وفقا لمقارنة FDA لعام 2013م بين الاختبارين، فإن نتائجه تظهر بنفس دقة نتائج FRER.
ويمتلك اختبار الحمل الرقمي تصريح من إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) بأنه يمكنه اكتشاف هرمونات الحمل قبل ستة أيام من موعد الدورة الشهرية. إذًا ما مدى دقة إجراء هذه الاختبارات في وقت مبكر؟ فيما يلي نتائج دراسة واحدة تم إجراؤها في هذا الصدد:
- بعد يوم واحد من فترة الدورة الشهرية المتوقعة: تم اكتشاف 100٪ من حالات الحمل.
- في يوم الدورة الشهرية المتوقعة: تم الكشف عن 96 ٪ من حالات الحمل.
- في اليوم الذي يسبق الدورة الشهرية المتوقعة: تم اكتشاف 93 ٪ من حالات الحمل.
- قبل يومين من الدورة الشهرية المتوقعة: تم اكتشاف 81 ٪ من حالات الحمل.
- قبل ثلاثة أيام من الدورة الشهرية المتوقعة: تم اكتشاف 68 ٪ من حالات الحمل.
- قبل أربعة أيام من الدورة الشهرية المتوقعة: تم اكتشاف 42 ٪ من حالات الحمل.
- قبل خمسة أيام من الدورة الشهرية المتوقعة: تم اكتشاف 33 ٪ من حالات الحمل.
- قبل ستة أيام من الدورة الشهرية المتوقعة: تم اكتشاف 25 ٪ من حالات الحمل.
إذًا فكيف تقارن هذه الإحصاءات بأنواع اختبارات الحمل الأخرى؟ ، وفقا لهذه الدراسة نفسها، فقد كشفت الاختبارات اليدوية E.P.T (وليس الاختبار الرقمي) عن 53 ٪ فقط من حالات الحمل في يوم الدورة الشهرية المتوقعة للمرأة. كما كان اختبار الحمل المبكر للاستجابة الأولى FRER أكثر دقة عند إجراؤه قبل ثلاثة أيام من موعد الدورة الشهرية المتوقعة للمرأة مقارنة بنتيجة اختبار E.P.T في يوم الفترة المتوقعة.
اختبار الحمل بالدم
قد تتساءلين عما إذا كان يجب عليك أيضًا إجراء فحص للدم من أجل التأكد من كونك حاملًا أم لا. وهو شيء يفضل القيام به إذا حصلت على نتيجة إيجابية أو سلبية من اختبار الحمل المنزلي. ولكن قبل القيام بذلك، فهناك بعض الأشياء التي يجب أن تتعرفي عليها وهي:
بادئ ذي بدء، هناك نوعان من تحليل الحمل بالدم وهما تحليل الدم النوعي وتحليل الدم الكمي. وتقيس الاختبارات النوعية للدم ما إذا كان لديك الحد الأدنى من هرمون الحمل في دمك. وهي تعطي الإجابة بنعم أو لا حول ما إذا كنت حاملًا أم لا. أو بشكل أكثر دقة، حول ما إذا كان لديك هرمون حمل كافٍ للحصول على نتيجة إيجابية أم لا.
أما اختبار الحمل الكمي فيقيس مقدار هرمون الحمل في الدم. ويُسمى هذا أحيانًا باختبار بيتا hCG. وعادة ما يتم إجراء ذلك لمعرفة مدى تقدم مراحل الحمل لديكي. على سبيل المثال، فقد يطلب طبيبك اختبار بيتا hCG يوم الاثنين، ثم اختبار آخر يوم الأربعاء أو الخميس. وحينها يكون الغرض من ذلك هو معرفة ما إذا كان مستوى hCG يزداد كما هو متوقع أم لا. وقد يكون هذا الاختبار مهمًا إذا كنت تواجهين مشكلة في الحمل أو لديك سجل من الإجهاض المبكر.
مع العلم، أنه من غير المرجح أن يمنحك اختبار الدم بالضرورة نتيجة إيجابية في وقت مبكر. فقد تعتقدين أن إجراء فحص للدم سيعطيك نتائج أسرع عما إذا كنت حاملاً أم لا، ولكن هذا ليس صحيحًا دائمًا. ففي الواقع، هناك بعض اختبارات الدم النوعية التي تتطلب مستويات أعلى من hCG لإصدار نتيجة إيجابية عن بعض اختبارات الحمل “المبكرة” في المنزل. وهذا يعتمد على المختبر الذي تجرين به التحليل. فبمعنى آخر، يمكنك نظريًا إجراء اختبار في المنزل، والحصول على نتيجة إيجابية، وإجراء اختبار للدم في نفس اليوم، والحصول على نتيجة “سلبية”. ومع ذلك، فقد تكوني حاملًا بالفعل.
في النهاية
تتساءل الكثيرات عن متى يظهر الحمل في البول؟ فنجيب عليهن بأن أفضل وقت لإجراء اختبار الحمل هو اليوم الذي يلي الدورة الشهرية وفي ساعات الصباح المبكرة، مع التبول الأول في اليوم. ومع ذلك، فعندما تكونين شغوفة برؤية نتائج الاختبار، فيمكن أن يدفعك ذلك لإجراء الاختبار في وقت مبكر.
ولكن قبل أن تفكري في إجراء اختبار الحمل المبكر، ففكري مليا في شعورك إذا كانت النتائج سلبية. لذلك فإذا لن تزعجك نتائج الاختبار السلبية ولديك المزيد من الأموال لإنفاقها على اختبارات الحمل، فقومي بإجراء اختبار الحمل المبكر. أما إذا كانت النتيجة السلبية ستجعلك تحزنين أو كنتي تفضلين عدم إضاعة المال في اختبارات إضافية، فانتظري حتى تتأخر الدورة الشهرية.