سرطان الثدي هو مرض يتشكل في خلايا الثديين لدى كُلاً من النساء والرجال – رغم أن نسبة إصابة الرجال به منخفضة للغاية- وينقسم إلى العديد من الأنواع ومنها الساركوما الوعائية؛ والسرطان الفصيصي الغزوي؛ وسرطان الثدي الالتهابي؛ وسرطان الثدي المتكرر. ويأتي سرطان الثدي في المرتبة الثانية بعد سرطان الجلد في قائمة أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين النساء في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن كما تقول جمعية السرطان الأمريكية أنه يمكن الوقاية من أكثر من 40 في المئة من الأورام الخبيثة. وفيما يلي إليكم بعض الطرق البسيطة للوقاية من مرض سرطان الثدي.
1. تناولي كمية كافية من فيتامين د
يقول جوناثان ستيجال، المدير الطبي في مركز الطب المتقدم – وهو مركز متكامل لعلاج السرطان في ألفاريتا، جورجيا – أن “فيتامين (د) مهم للغاية من أجل الوقاية من السرطان. كما قد وجدت نتائج دراسة أخرى أن هناك انخفاض بنسبة 50٪ في خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللائي يبلغ مستوى فيتامين د في الدم لديهن 50 نانو جرام / مل. ومن الجدير بالذكر أن أجسامنا تقوم بصنع فيتامين (د) عندما تتعرض البشرة لأشعة الشمس، وأيضًا يوجد فيتامين د في بعض الأطعمة، مثل المأكولات البحرية والحليب والبيض. ورغم ذلك فقد وجدت دراسة حديثة أن 41 في المائة من البالغين يعانون من نقص فيتامين “د”. لهذا فلابد من مراجعة طبيبك الخاص حول تناول المكملات الغذائية الغنية بفيتامين د للحصول على النسبة الكافية من فيتامين د يوميًا.
2. تجنبي تناول الكحوليات وبالأخص البيرة للوقاية من سرطان الثدي
تمامًا مثل التبغ، فتعتبر الخمور من المواد المسرطنة التي يجب الابتعاد عنها. ووفقًا للبرنامج الوطني لعلم السموم؛ فحتى إذا قمتي بتناول كميات قليلة أو معتدلة من الكحوليات؛ فسوف يزيد ذلك من خطر إصابتك بسرطان الثدي. وبالإضافة إلى ذلك فقد وجد مؤلفو الأبحاث في تقارير سرطان الثدي الحالية وجود زيادة بنسبة 30 إلى 50 في المائة في خطر الإصابة بهذا المرض لدى السيدات اللائي يتناولن كأس أو اثنين من الكحوليات يوميًا.
وكما يوضح الدكتور ستيجال أن الكحول يتسبب في حدوث الالتهابات بالجسم، كما أنه يزيد من مستويات هرمون الأستروجين، وكلاهما عاملان محفزان لنمو الأورام.
3. حاولي الابتعاد عن العمل الليلي قدر الإمكان
قد تكون النساء اللائي يعملن بانتظام في الفترات المسائية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي – على الرغم من أن هذا الأمر يتطلب ما بين 20 إلى 30 عامًا لحدوثه. ووفقًا لنتائج بحث قد صدر في عام 2018 في مجلة سجلات الطب المهني والبيئي؛ فقد يكون المتسبب في ذلك هو التعرض الطويل الأجل للإضاءة الصناعية، والتي تمنع إنتاج الميلاتونين وتعطل إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية في الجسم – التي يمكن أن تؤدي إلى تشذيب الهياكل الشبيهة بالأغطية الصغيرة على الكروموسومات (التيلوميرات) التي تحمي الحمض النووي من التلف. كما قد وجدت دراسة أخرى قد أجريت في عام 2017 في مجلة Cancer Medicine أن النساء اللائي كن يعملن في مجال العمل المسائي كان لديهن تيلوميرات أقصر وبالتالي يزداد لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي.
4. قللي من الأطعمة المشوية والمقلية
إن شوي أو قلي أي نوع من اللحوم على درجات حرارة عالية يخلق مواد تسمى الأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs) والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs). ووفقاً لجمعية السرطان الأمريكية فقد وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات في هذا الشأن؛ أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تسبب تغيرات في الحمض النووي؛ والذي قد يزيد بدوره من خطر الإصابة بأحد انواع السرطان.
كما يحتوي اللحم المشوي على الفحم – قليل الجودة – على الكثير من هذه المواد المسرطنة. ومن الجيد ذكره هنا أنه قد وجدت دراسة قام بإجرائها باحثون في جامعة ولاية Kansas أن الحل في التتبيل؛ حيث أنه قد وجد أن شرائح اللحم المتبلة لمدة ساعة في الزيت والخل والتوابل قد خفضت من إنتاج هذه المواد الكيميائية لأكثر من النصف.
5. تناولي البكتيريا الجيدة
وفقاً لدراسة قد أجريت عام 2019 في مجلة “السرطان”، فإن البكتيريا والفطريات والميكروبات الأخرى الموجودة في الجهاز الهضمي – والتي يطلق عليها مجتمعة “ميكروبيوم الأمعاء” – يعتقد الآن أنها تؤثر على خطر الإصابة بالسرطان. “فمع اتباع نظام غذائي يفتقر للعناصر الغذائية الهامة، فمن المحتمل أن يصاب الإنسان بخلل ميكروبي داخل الأمعاء يسمى “dysbiosis”. وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي للفرد وربما يؤدي إلى نمو الأورام.
كما توضح مونيشا بهانوت، دكتوراه في الطب – وهي طبيبة معتمدة في مركز باتيست إم دي أندرسون للسرطان في جاكسونفيل، فلوريدا – أن الألياف الغذائية التي توجد في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات، مثل دهون الأوميجا 3 التي توجد في المأكولات البحرية والجوز على سبيل المثال؛ تساهم في تكوين ميكروبيوم صحي في الأمعاء وهو ما يقي السيدات من الإصابة بسرطان الثدي”. أي أنه حقًا يمكن لبعض الأطعمة أن تمنع الإصابة بـ السرطان.
6. حاولي الوقوف
أظهرت العديد من الأبحاث أن الأشخاص الذين يقضون معظم يومهم جالسين هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون وبطانة الرحم على عكس الأشخاص الذين يتحركون أو يقفون كثيرًا. كما قد وجدت العديد من الدراسات المنشورة في مجلة المعهد الوطني للسرطان أنه كلما جلس المرء لأكثر من ساعتين متواصلين كلما زاد ذلك من ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 8 % ؛ وسرطان بطانة الرحم بنسبة 10 %. لذلك فيجب عليكي محاولة الوقوف كثيرًا أو التجول في مُحيط عملك على مدار اليوم لتجنب الإصابة بهذا المرض اللعين.
7. تحققي من جودة هواء منزلك
في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يوجد حوالي واحد من بين كل 15 منزلاً به مستويات عالية من الرادون، وهو غاز طبيعي عديم اللون والرائحة يتسرب من التربة ويمكن أن يحبس بداخل منزلك. ووفقا للمعهد الوطني للسرطان فإن الرادون هو السبب الثاني الأكثر شيوعا لسرطان الرئة، بعد التدخين. لذلك فاطلبي المساعدة لاختبار الهواء الداخلي في منزلك لمعرفة ما إذا كان صحيًا أم لا؛ واتخذي كافة التدبير لضمان جودة هواء مثالية في منزلك.
8. لا تشاهدي التلفاز في المساء
قد وجدت دراسة شملت أكثر من 90.000 امرأة أن النساء قبل سن الـ 50 عامًا اللائي يشاهدن أكثر من ساعتين من التلفاز يوميًا يزيد لديهن خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 69٪؛ وذلك بمقارنة بأولئك الذين لا يشاهدون التلفاز نهائيًا. وفي الحقيقة فلا يُعتبر التلفاز أحد اسباب السرطان – بل إن مشاهدة التلفاز كثيرًا تُعد علامة على نمط حياة غير نشط بشكل عام. وهذا ما يُنذر بالخطر؛ إذ أن النشاط له تأثير جيد في الحد من خطر الإصابة بالسرطان. لذلك فيقول الدكتور ستيجال في هذا الصدد أنه لابد من استبدال مشاهدة التلفاز بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المتوسطة، أو 75 دقيقة أسبوعيًا من التمارين القوية وذلك للحصول على أقصى فائدة منها للوقاية من خطر السرطان.
9. تناولي كوبًا من الكافيين
وفقًا للمعهد الوطني للسرطان فقد ثبت أن مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر والأسود تعمل على حماية خلايا الجسم من تلف الحمض النووي الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. كما تشير إحدى الدراسات في مجلة Scientific Reports إلى أن القهوة قد تحمي من الإصابة بالأورام أيضًا. لذلك فلا تترددين في تناول كوبًا من الكافيين – الشاي أو القهوة أو اللاتيه – يوميًا. مع توخي الحذر من تناول المشروبات التي تحتوي على الكثير من السكر! حيث قد ربطت دراسة فرنسية حديثة بين تناول كميات كبيرة من المشروبات السكرية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.