يعد ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم أحد عوامل الخطر التي تنذر بالعديد من المشكلات الصحية التي ستواجهك في المستقبل إذا لم تقم بالحد منها وتقليلها؛ وبالأخص إذا كانت النسبة أعلى من 150 ملغ/ ديسيلتر. ومع هذا فهناك حوالي 25% من الأشخاص البالغين بالولايات المتحدة الأمريكية يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية أيضًا !!
تعتبر الدهون الثلاثية من أخطر الأمراض التي يمكن أن تصاب بها وذلك لأن الدهون الزائدة عن حاجة الجسم تبدأ في الترسب على طول جدران الشرايين مشكلةً بذلك الدهون الثلاثية، والتي تعمل على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. بل ويمكن أن تقلل الدهون الثلاثية العالية من إنتاج الكوليسترول الجيد (HDL)، في حين أنها تحفز الكوليسترول السيئ (LDL) على التحول إلى شكل يضر بالشرايين. كما يمكن أن تؤدي الدهون الثلاثية عالية الارتفاع أيضًا إلى التهاب البنكرياس، وهي غدة مسؤولة عن إفراز الإنزيمات الهضمية.
لذلك فمن الضروري العمل على خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات الدوائية والصحية؛ ومن أهمها ما سوف نتطرق إليه فيما يلي:
أفضل الطرق للتخلص من الدهون الثلاثية في الدم
1. اخلق نشاطًا تستطيع الالتزام به
عندما تكون نشطًا وتبذل الكثير من الجهد، ستبدأ عضلاتك في حرق الدهون الثلاثية المتراكمة للحصول على الطاقة – وهذا أمر جيد! . في الواقع، فكلما تحركت أكثر، كلما تم حرق نسبة أكبر من الدهون الزائدة. لذلك فاختر تدريبًا أو نشاطًا معينًا تستطيع الالتزام به مثل المشي بسرعة، أو الصعود على الدرج، أو ركوب الدراجات.
فعلى الرغم من أنه يصعب تحديد عدد معين من التمرينات الرياضية التي تحتاج القيام بها لتقليل الدهون الثلاثية، إلا أن النهج الذكي الذي يجب عليك اتباعه هو ممارسة نوع من التمرينات المعتدلة لمدة لا تقل عن ساعتين ونصف كل أسبوع، ذلك كما تقول جمعية القلب الأمريكية.
الفرق بين الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم
الأمر الجيد هنا أنك لا تحتاج إلى التخلص من الوزن الزائد لخفض الدهون الثلاثية؛ فكل حركة أو تمرينًا تقوم به يساعدك على ذلك. ولكن هذا الأمر لا يمنع من السعي إلى إنقاص الوزن للمساعدة على ضبط نسبة الكوليسترول في الدم بشكل عام. فعلى سبيل المثال، تساعدك التمارين على زيادة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) في الدم، مما يساعد على التخلص من تراكم الترسبات التي تعمل على تصلب الشرايين. فالدهون الثلاثية والكوليسترول هما نوعان من الدهون في الدم، لكنهما ليسا نفس الشيء. حيث يحرق الجسم الدهون الثلاثية للحصول على الطاقة؛ ويستخدم الكوليسترول في بناء الخلايا وإنتاج هرمونات معينة.
وهذا يعني أنه يمكنك خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم من خلال اختيار أحد التمارين الرياضية التي تفضلها؛ والقيام بها أثناء ممارستك لمهامك اليومية الطبيعية. ويتم ذلك من خلال تغيير بعض العادات اليومية التي تقوم بها مثل صعود الدرج بدلاً من المصعد أو المشي سريعًا بدلًا من التجول ببطء.
وفي هذا الصدد يقول ستيفن سيناترا – دكتوراه في الطب، وأخصائي أمراض القلب المعتمد من قبل مجلس الإدارة في مانشستر، كونيتيكت – ” إنني اعتقد اعتقادًا راسخًا أنك لست مضطرًا إلى القيام بالتدريبات الرياضية الصعبة أو اتباع نظام غذائي صارم لخفض الدهون الثلاثية، لكنني أقترح عليك السير سريعًا أو ممارسة أية عادات يومية تجعلك أكثر نشاطًا وبالتالي تعمل على حرق الدهون الثلاثية بشكل أسرع”.
2. اتباع نظام غذائي صحي
إن الهدف من اتباع نظام غذائي صحي لخفض الدهون الثلاثية في الدم الزائدة لا يعني اتباع حمية غذائية بل كل ما يعنيه هو الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والكربوهيدرات. حيث يقول روبرت غرينفيلد – المدير الطبي لأمراض القلب وإعادة التأهيل القلبي في معهد ميموريال كير للقلب والأوعية الدموية في مركز أورانج كوست الطبي في فاونتن فالي – إن تجنب تناول الوجبات الخفيفة المخبوزة بالسكريات يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم، حيث يتسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم في ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية”.
عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة، فيستجيب إليها جسمك عن طريق تحويل جزء من هذا السكر إلى دهون ثلاثية يمكن استخدامها لاحقًا. لذلك فتوصي جمعية القلب الأمريكية بعدم تناول أكثر من 6 أونصات من المشروبات المحلاة (القهوة وعصير الليمون والعصائر الأخرى) يوميًا، وهو ما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة (24 جم) من السكر المضاف يوميًا للنساء، و9 ملاعق صغيرة (36 جم) للرجال.
كما يقول أون تشين دكتوراه وأخصائي أمراض القلب التداخلي في Stony Brook Medicine في Commack، نيويورك إنه بالنسبة للوجبات الرئيسية، فيمكنك استبدال بعض وجبات العشاء المكونة من اللحوم الحمراء بوجبات من الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون والرنجة والماكريل وسمك التونة؛ فهي غنية بأحماض الأوميجا 3 الدهنية، التي تحارب الالتهاب والدهون العالية أيضًا. كما تقترح AHA ضرورة تناول ما لا يقل عن 3 وجبات من الأسماك في الأسبوع إذا كنت نسبة الدهون الثلاثية أعلى من 150 ملغ/ ديسيلتر.
تناول أيضًا الأطعمة الغنية بالألياف – وخاصة الألياف القابلة للذوبان، مثل الشوفان والأرز البني والفواكه (التفاح والخوخ والتوت) والخضروات (الجزر والذرة) والشعير والبقوليات؛ حيث تساعد الألياف القابلة للذوبان في تحريك الدهون من الأمعاء قبل أن يتم امتصاصها.
ابتعد كذلك عن الأطعمة النشوية مثل المعكرونة والأرز واستخدمها كأطباق جانبية بدلاً من الطبق الرئيسي. وذلك لأن الجسم يقوم بتحويلها إلى سكر، والذي بدوره يمكن تحويله إلى دهون ثلاثية عند تناول الكثير منه. أما إذا رغبت في تناول وجبة خفيفة فيمكنك تناول أحد الأطعمة المليئة بالدهون الصحية غير المشبعة، مثل الأفوكادو والزيتون والمكسرات والبذور.
3. اسأل عن مكملات زيت السمك
على نفس القدر من الأهمية مثل اتباع نظام غذائي صحي للمحافظة على صحة القلب، فإن علاج الدهون الثلاثية العالية عادة ما يتطلب بعض المكملات الغذائية. وهنا يأتي دور مكملات زيت السمك “الأوميجا 3”.
وفي هذا الصدد يوصي الدكتور غرينفيلد بالبحث عن تركيبات زيت السمك “المنقى” والتي تحتوي على كلا النوعين الرئيسيين من أوميجا 3 وهم EPA (حمض إيكوسابنتانويك) و DHA (حمض الدوكوزاهيكسينويك)، لخفض الدهون الثلاثية. وبعد استشارة طبيبك الخاص، فيوصي الدكتور غرينفيلد وآخرون بتناول 2 إلى 4 غرامات من EPA / DHA يوميًا لخفض الدهون الثلاثية العالية.
4. اسأل طبيبك عن أدوية خفض الدهون الثلاثية
كيف تتخلص من الدهون الثلاثية في الدم؟ سؤال يتبادر إلى أذهان جميع من يعانون من هذه المشكلة، وبالحديث عن مكملات زيت السمك الموصوفة؛ يتجه الأطباء الآن إلى وصف هذه الأدوية للأشخاص الذين يعانون من مستويات الدهون الثلاثية العالية التي تزيد عن 500 ملغ / ديسيلتر. كما تشير الدراسات إلى أن مكملات زيوت السمك يمكن أن تخفض من الدهون الثلاثية بنسبة 50٪ أو أكثر.