مع الاتجاه الحالي نحو استخدام منتجات التجميل الأكثر أمانًا للبشرة، فقد أصبحت مستحضرات العناية بالبشرة – التي كانت تعتبر ذات يومًا من الأيام معيارًا للصحة – موضعًا للشك. فإليكم على سبيل المثال عنصر البارابين، فبعدما علمنا أنه قد يؤدي استخدام المنتجات التي تحتوي على عنصر البارابين إلى الإصابة باضطرابات الغدد الصماء المسببة للسرطان، فتسعى الآن العلامات التجارية المتخصصة في إنتاج مستحضرات التجميل إلى عدم اللجوء إليها في تصنيع منتجاتها؛ كما أنها تضع ملصقًا على أغلفة منتجاتها يحمل عبارة “خالي من البارابين”. وينطبق الشيء نفسه على عناصر الفثالات والكبريتات والفورمالديهايد والعديد من المكونات الأخرى التي قد تشكل خطورة على البشرة والصحة بشكل عام.
وفي حين أن معظم خبراء التجميل يؤكدون أن منتجاتهم خالية من البارابين والفثالات والكبريتات، إلا أنه ما زالت بعض المنتجات التي تندرج تحت مسمى المنتجات الخالية من “أحد هذه المكونات الضارة” موضعًا للنقاش حول تواجد السيليكون بها. حيث يقول البعض أن السيليكون يجعل البشرة تبدو أكثر صحة دون التأثير السلبي على الصحة العامة للإنسان. كما يقول آخرين أن السيليكون ليس ضارًا، لذلك فلا يوجد ضرر من وجوده في منتجات العناية بالبشرة. وفيما يلي سوف نناقش هذا الأمر بشيء من التفصيل.
أولا ، ما هو السيليكون؟
يقول الدكتور جوشوا زيشنر – طبيب الأمراض الجلدية المعتمد من مجلس إدارة زاكنر للأمراض الجلدية في مدينة نيويورك – أن السيليكونات هي مجموعة من المواد شبه السائلة المشتقة من السيليكا”. والسيليكا هي المكون الرئيسي للرمال، ولكن هذا لا يعني أن السيليكونات تندرج تحت العناصر “الطبيعية”. إذ يجب أن يمر السيليكا بعملية كيميائية دقيقة ليتحول إلى السيليكون. كما يشكل السليكون طبقة تشبه الحاجز على الجلد تعمل على مقاومة دخول الماء والهواء للبشرة.
وتستخدم مادة السيليكون طبيًا للمساعدة في التئام الجروح وتحسين أماكن الندوب. فضلًا عن أنها قادرة على الإسراع في الشفاء من الجروح مع السماح لها بالتنفس”.
كما يقول زيشنر: “أن السيليكون أيضًا لديه نسيج فريد من نوعه، يمنح منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي عليه ملمسًا رائعًا”. وهو ما يلخص الدور الرئيسي للسليكون في كريمات ومرطبات البشرة؛ حيث أنه يُسهل من استخدامهم، ويضفي نسيجًا مخمليًا على البشرة، كما أنه غالبًا ما يجعل البشرة تبدو وكأنها ممتلئة وملساء.
لماذا لا يفضل استخدام السيليكون في مستحضرات العناية بالبشرة ؟؟
تبدو كل هذه الفوائد من استخدام السيليكون رائعة حقًا. ولكن لماذا لا يفضل الكثيرين استخدام السيليكونات في مستحضرات العناية بالبشرة ؟؛ الإجابة تتلخص في عدة أسباب وهي أن:
1. فوائد السيليكون سطحية فقط
إذ أنه في حين أن الكريمات والمرطبات المليئة بالسيليكون – والتي تعتبر أحد طرق العناية بالبشرة – قد تجعل وجهك يبدو نضرًا ومشرقًا في الوقت الحالي، إلا أنها لا تساهم في تحسين صحة بشرتك على المدى الطويل. فبمجرد غسل المنتج، تغسل الفوائد الناجمة عنه أيضًا.
2. منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على السيليكون يصعب غسلها وتخزن داخل المسام
إن السيليكون يعمل على مقاومة الماء؛ ولهذا السبب، فلا يتم تنظيف البشرة من المنتجات التي تحتوي عليه بسهولة. ولكن الأمر الجيد هنا أنه تم ابتكار طريقة جيدة لإزالة جزيئات السيليكون من المسام. لذا، فإذا قمت باستخدام أحد المنتجات التجميلية التي تحتوي على السيليكون، فقومي بتنظيف بشرتك وغسلها مرتين قبل النوم للحفاظ على بشرة نظيفة وخالية من السيليكون.
3. السيليكون يعيق إمكانية التخلص من زيوت البشرة وخلايا الجلد الميتة
يؤدي السيليكون إلى احتباس بعض المواد الغير صحية في البشرة. ويقول الدكتور مراز روبنسون في هذا السياق أنه بالنسبة للمرضى المصابين بحب الشباب أو حتى المعرضين للإصابة به، فيمكن للسيليكون أن يعمل” كحاجز ” يمنع خروج الزيوت والأوساخ وخلايا الجلد الميتة من مسام البشرة، مما يزيد من مشكلة حب الشباب “.
كما يؤكد أطباء الأمراض الجلدية أنه إذا لم تكن مصابًا بحب الشباب، فلا يوجد مشكلة من استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي على السيليكون.
4. السيليكون يقلل من فعالية مكونات المنتجات الأخرى
قد يعمل السيليكون على منع مكونات المنتجات الأخرى من الوصول إلى الجلد، مما يجعل من أي شيء يوضع على البشرة – بعد استخدام المنتج الذي يحتوي على السيليكون- عديم الفائدة إلى حد كبير. فعند استخدام كريم أو مرطب يحتوي على مادة السيليكون فستجد أن السيليكون يستقر على سطح الجلد؛ مما يجعله يسمح باندماج المكونات الأخرى للكريم مع الجلد؛ في حين أنه يخلق حاجزًا على سطح البشرة يمنع استقبال أية فائدة من المنتجات التي توضع على البشرة بعد استخدامه. لهذا فيؤكد الدكتور مراز روبنسون؛ أنه من الناحية النظرية، قد يكون رائعًا استخدام السيليكون كخطوة نهائية في روتينك التجميلي اليومي، ولكن استخدام السيليكونات في أي وقت سابق لذلك فقد يمثل مشكلة للبشرة.
5. السيليكون مجرد حشو
على الرغم من أن غالبية السيليكونات قد أثبتت أنها آمنة للاستخدام الموضعي على البشرة، إلا أنها أثبتت أيضًا أنها من المكونات الغير نشطة في منتجات العناية بالبشرة؛ وذلك لأن فائدتها لحظية ولا تؤثر بشكل إيجابي في البشرة على المدى الطويل.
ويقول دكتور مراز روبنسون في هذا الصدد: أنه وبشكل عام، من الأفضل تجنب المكونات غير النشطة أو مكونات ” الحشو ” في منتجات التجميل. أما “للاستخدام اليومي، فمن الأفضل تجنب هذه المكونات قدر المستطاع، ولكن للاستخدام الجبري لبعض المشكلات الصحية، مثل التئام الجروح الموضعية، فلا تقلق من استخدامها”.
6. السيليكونات ليست صديقة للبيئة
حتى لو لم تكن جميع الأسباب المذكورة أعلاه كافية لجعلك تقول “وداعًا للسيليكونات”، فقد يكون هذا السبب هو الرئيسي في ابتعادك عن استخدام المنتجات التجميلية التي تحتوي على السيليكون؛ وهو أن “السيليكونات هي مصدر تراكم أحيائي”. فبمجرد تنظيف البشرة منها بالماء فإنها تذهب إلى المصارف وتتراكم بها ولا تتحلل لمئات السنين.
كيفية معرفة ما إذا كانت السيليكونات موجودة في المنتجات المستخدمة في الاهتمام بالبشرة أم لا
يبتعد الكثير من العلامات التجارية عن استخدام السيليكات في مستحضرات التجميل، وبالتالي فإن أسهل طريقة للتأكد من أن منتجات العناية بالبشرة خالية من السيليكون هي البحث عن ملصق بها يقول “خالٍ من السيليكون”.
كما يمكنك أيضًا مراجعة قائمة مكونات المنتج التي توجد في الجزء الخلفي من العبوة الخاصة به. فإذا وجدت أي مكون ينتهي بـ cone أو siloxane فإن هذا المنتج يحتوي على السيليكون. وتشمل الأسماء الشائعة الأخرى للسيليكون في مستحضرات التجميل ما يلي:
- الميثيكون dimethicone
- اديتات cyclomethicone
- cyclohexasiloxane
- سيتريل ميثيون cetearyl methicone
- بينتا cyclopentasiloxane